موسكو – (رياليست عربي): أعلن جهاز الأمن الفيدرالي الروسي عن إحباط سلسلة من الهجمات الإرهابية، في مدينتي موسكو وأستراخان وجمهورية قباردينو بلقاريا، أعدها عناصر من تنظيم داعش، طبقاً لقناة “سكاي نيوز عربية”.
ويأتي ذلك اتصالاً بسلسلة من العمليات المماثلة التي تم إحباطها خلال الفترات الماضية، والتي تُظهر مدى خطورة التهديدات الأمنية التي تواجهها البلاد جراء تواجد العناصر المنتمية لتنظيم داعش والموالية له.
ويتحدث محللون بموازاة ذلك عن خطر العائدين من سوريا والعراق بعد هزيمة تنظيم داعش هناك، إلى روسيا، وسعيهم لبناء قواعد جديدة، لا سيما أن المقاتلين الروس كانوا يشكلون النسبة الأكبر ضمن قائمة المقاتلين الأجانب داخل التنظيم بصفة عامة.
الجدير بالذكر أن الأمن الروسي تمكن خلال العام الجاري 2021 من إحباط عدد من العمليات، من بينها في مارس/آذار الماضي، عندما أعلنت السلطات الروسية عن القبض على 14 شخصاً كانوا يستعدون لارتكاب عمليات إرهابية في البلاد. قبلها في فبراير/شباط ألقي القبض على 19 متشدداً للاشتباه في التخطيط لهجمات بشمال القوقاز. وفي أبريل/نيسان قتل داعشياً خطط لمداهمة مجمع للوقود.
وفي مايو/أيار، أعلن جهاز الأمن الفيدرالي إحباط عمل إرهابي في مدينة (نوريلسك) أثناء احتفالات أعياد النصر. وفي الثالث من يوليو/تموز الجاري، أعلنت اللجنة الوطنية لمكافحة الإرهاب في روسيا، عن القضاء على خمسة إرهابيين في عاصمة جمهورية قباردينو بلقاريا، في شمال القوقاز بجنوب البلاد.
وفي التعليق على عمليات الاعتقال وإحباط الأعمال الإرهابية في الاتحاد الروسي، يقول مدير مركز خبراء “رياليست” الروسي، خبير العلاقات الدولية، عمرو الديب، في تصريحات خاصة لـ “سكاي نيوز عربية” إن “الجماعات الإرهابية في روسيا يمكن وصفها بأنها غير نشطة.. هناك محاولات كثيرة لتحضير عمليات إرهابية في المدن الروسية الكبرى، وعلى رأسها العاصمة موسكو وفي مناطق جمهوريات شمال القوقاز، لكنها في معظمها عبر خلايا نائمة تتواصل عبر الإنترنت مع الجماعات الإرهابية الموجودة في الخارج”.
ويرى أنه “لا يمكن أن نؤكد أن هناك وضعاً إرهابياً قوياً في روسيا؛ لأنه لا توجد عمليات إرهابية -منفذة عملياً- منذ فترة طويلة داخل روسيا، حتى إذا ما تمت مقارنة الوضع في روسيا بالوضع في دول أوربية على سبيل المثال، وبالتالي ليس هناك مستوى خطيراً من مؤشر الإرهاب داخل الاتحاد الروسي”.
ويوضح الديب في معرض تصريحاته، أن موسكو لديها خبرة كبيرة في مواجهة التنظيمات الإرهابية والفكر المتطرف على مستويات عدة؛ سواء أيديولوجية ومجتمعية وأمنية وحتى العسكرية، ودائماً ما تستطيع إنهاء خطر هذه الخلايا النائمة.
ويشير إلى أن العام الجاري تشهد خلاله روسيا انتخابات برلمانية “ومن الطبيعي أن تنشط مثل هذه الجماعات، ومن الطبيعي أيضاً أن تكون هناك حالة من اليقظة من قبل أجهزة الأمن الروسية، وعلى رأسها جهاز الأمن الفيدرالي ولجنة مكافحة الإرهاب والحرس الوطني والداخلية الروسية، وهي أجهزة لديها خبرة كبيرة جداً في مجال مكافحة الإرهاب”. ويتابع الديب: “الدليل على هذه الخبرة أنه خلال الفترة الأخيرة -لا سيما خلال الـ 10 أيام الماضية- تم إحباط عمليات إرهابية مختلفة”.