باريس – (رياليست عربي): قال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان في حسابه على موقع تويتر إنه أجرى محادثات “شاملة ومفعمة بالثقة” مع الرئيس العراقي برهم صالح في وقت متأخر يوم الخميس، طبقاً لوكالة “رويترز” للأنباء.
وقال لو دريان يوم الجمعة دون الخوض في تفاصيل “بعد مؤتمر بغداد في 28 أغسطس/ آب والاجتماع الوزاري في نيويورك يوم 21 سبتمبر/ أيلول، جدد التأكيد على دعم فرنسا للعراق والحوار الإقليمي”، لكن السؤال هنا، هل يأتي التقارب الفرنسي مع العراق على كنوع من الرد على الولايات المتحدة الأمريكية بما يتعلق بصفقة الغواصات الفرنسية الأخيرة التي التغت مع أستراليا؟
وأصبح العراق ساحة لأطراف متصارعة، مع إيران على جانب والولايات المتحدة وإسرائيل وبلدان خليجية على الجانب الآخر، حيث تستهدف هجمات القوات الأمريكية في حين يتعرض قادة جماعات مسلحة إيرانية وعراقية لاغتيالات.
ما هي الفائدة التي يمكن أن تقدمها فرنسا للعراق؟
العراق ما يزال يمثل أكبر فرصة للاستثمار النفطي بالنسبة للغرب، ويبدو أن فرنسا تجد في السوق العراقية فرصة لتعويض خسائؤها من صفقة الغواصات الفرنسية، وبذات الوقت ترد على خصومها، خاصة وأنها صرحت بأن ما تم هو “طعنة في الظهر”، لذلك سنجد فرنسا حاضرة وبقوة في الشرق الأوسط، وليس مستبعداً أن تعمل على التقارب أكثر من دول الخليج وبخاصة السعودية، حيث يزور الآن باريس، وزير الاستثمار السعودي المهندس خالد بن عبد العزيز الفالح، سيلتقي الفالح، خلال الزيارة، مسؤولين حكوميين فرنسيين ورؤساء كبرى الشركات الفرنسية في 10 قطاعات رئيسية تتضمن الصناعة والطاقة والمياه، والتعليم والرقمنة والرعاية الصحية وعلوم الحياة والنقل والخدمات اللوجستية والتعدين والمعادن والسياحة والفندقة.
بالتالي، إن الانفتاح الفرنسي المتسارع وبقوة يبدو أن لا رجعة عنه، دونما صدام مع الحلفاء وفي مقدمتهم الولايات المتحدة الأمريكية، التي ستصمت إزاء تصرفها الأخير، كتعويض لفرنسا عن الخسارة الكبيرة التي مُنيت بها مؤخراً.