فيينا – (رياليست عربي): قررت منظمة الدول المصدرة للنفط وحلفاؤها (أوبك+) تخفيض إنتاجهم مليوني برميل يومياً، متجاهلة الضغوط الأميركية التى مارستها إدارة الرئيس جو بايدن خلال الفترة الماضية.
فشلت المحاولات الأميركية عن إثناء المنظمة عن اتخاذ هذه الخطوة، ضمن محاولاته وسلطاتها النقدية خفض معدل التضخم الذي يرهق الأميركيين ويهدد فرص حزبه الديمقراطي في انتخابات التجديد النصفي للكونغرس شهر نوفمبر/تشرين المقبل.
اتفقت السعودية وروسيا، أكبر عضوين في المنظمة، على تحدي الرغبة الأميركية، وتخفيض الإنتاج بنسبة تتجاوز 2% من الإنتاج العالمي للنفط، كما أعلن مندوب إيران في “أوبك” أمير حسين زماني نيا، أنّ المنظمة التي تضم 13 دولة وحلفاءها العشرة بقيادة روسيا، اتفقوا خلال اجتماعهم في فيينا على خفض في الإنتاج بمقدار مليوني برميل يوميا، اعتباراً من نوفمبر/تشرين الثاني، في أكبر خفض منذ ذروة تفشي جائحة كوفيد عام 2020.
عقب قرار أوبك+، قال البيت الأبيض، أنّ الرئيس الأميركي جو بايدن “يشعر بخيبة أمل من قرار أوبك+ قصير النظر” والقاضي بخفض إنتاجها النفطي بشكل كبير. وأضاف”في ضوء قرار اليوم، ستتشاور إدارة بايدن مع الكونغرس حول أدوات وآليات إضافية لتقليص تحكم (تحالف الدول المنتجة للخام) في أسعار الطاقة”.
ويري محللون أنّ قرار الخفض، الذي يبدأ تطبيقه الشهر المقبل، يقوض جهود الدول الغربية لتقليل عائدات النفط الروسية، ويمثل لحظة فارقة في علاقة تحالف الطاقة الممتدة لخمسة وسبعين عاماً بين الولايات المتحدة والسعودية.
وقال محلل أسواق الطاقة لدى إنفروس للاستشارات بيل فارين-برايس، لصحيفة «فايننشال تايمز»، إنّ «السعودية وضعت منظمة أوبك في موقف تصادمي مع العالم الحر»، مضيفاً “إنهم تحالفوا مع الروس تحت عنوان تنظيم سوق النفط، في وقتٍ تحارب فيه دول العالم التضخم وارتفاع تكاليف المعيشة”، زاعما أنّ لذلك تبعاته السياسية على الرياض.
وعلى مدار الأشهر الأخيرة، نشطت الإدارة الأميركية، وبصفة خاصة الفريق المختص بملف الطاقة، من أجل التعامل مع ارتفاع أسعار النفط، الذي يمثل أهمية كبيرة للمواطن والسياسي والاقتصادي الأميركي.
وحاولت واشنطن استباق قرار خفض الإنتاج الذي كان متوقعاً من خلال جهود قام بها كبير المستشارين لشؤون أمن الطاقة عاموس هوكشتين، ووزيرة الخزانة جانيت يالين، وكبير مسؤولي الأمن القومي بريت ماكغورك، إلا أن أياً من هذه الجهود لم تؤت ثماراً.
وجهزت الإدارة الأميركية عدة مسارات للتعامل مع القرار حال اتخاذه، يأتي على رأسها وقف تصدير النفط الأميركي، وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جون كيربي، إنّ الولايات المتحدة تحتاج إلى خفض اعتمادها على شراء النفط من أوبك + والدول الأخرى المنتجة له.