أديس أبابا – (رياليست عربي): إن استيلاء قوات جبهة “تحرير تيغراي” على عاصمة الإقليم ميكيلي كان بمثابة ضربة كبيرة لرئيس وزراء إثيوبيا آبي أحمد بعد 8 أشهر من الحرب التي أدت لتفشي المجاعة وواحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية، بحسب تقرير لصحيفة “نيويورك تايمز”.
ونبهت الصحيفة إلى أن شبح صراع أوسع نطاقاً نما بشكل ملحوظ أمس، حيث هدد زعماء في جبهة “تحرير تيغراي” بنقل الحرب ضد القوات الغازية إلى منطقة أمهرا، وإريتريا المجاورة، وقال المتحدث باسم قيادة الجبهة غيتاتشو رضا “نريد تقويض أكبر عدد ممكن من قدرات العدو” حتى لو تطلب ذلك الوصول إلى العاصمة الإريترية أسمرا.
واتهم غيتاتشو القوات الإثيوبية، أثناء تقهقرها، بسرقة البنوك ونهب وقطع الكهرباء والاتصالات اللاسلكية. وقال إن قادة تيغراي سينظرون في وقف إطلاق النار ويتفاوضون مع حكومة آبي أحمد فقط إذا تمت استعادة الخدمات وعودة الأراضي.
وألمحت نيويورك تايمز إلى أنه -مع تصاعد الفظائع- استُنزف الدعم المقدم للحكومة المركزية الإثيوبية في أديس أبابا بشكل ملحوظ في تيغراي وتضخمت صفوف قوات الدفاع عن تيغراي بمجندين جدد.
والآن بالنسبة للمقاتلين والمدنيين على حد سواء في ميكيلي، فإن الرسالة واضحة: بعد 8 أشهر من قتال حكومتهم، يجب عليهم التخلص منها، وربما حتى شن هجوم بمفردهم. وقال أندينت نيجيسا أحد قادة الثوار “يجب أن تكون تيغراي دولة مستقلة”.
إن استيلاء المتمردين على ميكيلي جاء في أعقاب سلسلة من انتصاراتهم بالمناطق الريفية المحيطة خلال الأيام العشر الماضية، لكنها كانت مدفوعة أيضاً بحسابات آبي أحمد الخاطئة.
وقبضة الحكومة في ميكيلي كانت تضعف باستمرار الأشهر الأخيرة، وفقاً لمسؤولين بالحكومة. وقد انشق ضباط من الشرطة وانضموا للثوار واختفوا مع أسلحة أو سيارات أو حتى سجناء أخرجوا من السجن. كما تسلل الأطباء الشباب من مستشفى آيدر بالمدينة، والذي عالج المدنيين المصابين بالغارات الجوية الإثيوبية، وانضموا إلى الثوار.