دمشق- (رياليست – عربي): بعد اشتباكات مسلّحة استمرت لـ3 أيام بين مقاتلين ينتمون لما يسمى “الجيش الوطني السوري” المدعوم من تركيا، تمكّنت “هيئة تحرير الشام”، ظهر اليوم الخميس، من السيطرة على عدّة بلداتٍ تقع في ريف مدينة عفرين شمال غربي البلاد.
استطاعت “هيئة تحرير الشام” التي كانت تُعرف سابقاً باسم “جبهة النصرة”، وهي ذراع تنظيم “القاعدة” في سوريا، التقدّم داخل مدينة عفرين والسيطرة على عدد من مناطقها بعد مساندتها عسكرياً لميليشيات مسلّحة مدعومة من تركيا كانت تواجه ميليشيات أخرى مدعومة أيضاً من أنقرة عقب اقتتال داخلي اندلع بينهما.
وساندت “هيئة تحرير الشام” عدّة فصائل مما يسمى “الجيش الوطني”، وأبرزها “فرقة الحمزة” و”سليمان شاه” و”أحرار الشام” ضد تحالف “الفيلق الثالث” الذي يضم جماعات مسلّحة متعددة، بينها “الجبهة الشامية” و”جيش الإسلام” بعد حصول اشتباكات متقطّعة بينهما تحولت لاحقاً لمعارك طاحنة.
على إثرها، سيطرت “هيئة تحرير الشام” قبل ساعات، على بلدة جنديرس الواقعة في ريف مدينة عفرين قبل أن تتمكن اليوم من دخول المدينة دون اشتباكات، وفق ما ذكرت لـ “العربية.نت” مصادر محلّية من داخل المدينة.
في حين لم تعلن “هيئة تحرير الشام” والفصائل التي ساندتها أو تلك التي كانت تواجههما عسكرياً عن أي حصيلة للقتلى والجرحى من الطرفين، لكن المرصد السوري لحقوق الإنسان أشار إلى أن تلك الاشتباكات أدت لمقتل 11 شخصاً على الأقل بينهم مدنيون.
ولم تقتصر تلك الاشتباكات على مدينة عفرين وأريافها، بل امتدت لمناطق أخرى بينها بلدة جرابلس التي تخضع لسيطرة الجيش التركي والميليشيات السورية المدعومة منه، ففيها تمكّنت فصائل مدعومة من “هيئة تحرير الشام” من السيطرة على عدة حواجز لمقاتلي “الجبهة الشامية” داخل البلدة وريفها.
إلى ذلك، باتت الاشتباكات والاقتتال الداخلي بين الميليشيات المدعومة من تركيا، أمراً شبه اعتيادي منذ سيطرتها على عدة مدنٍ وبلدات تقع في ريف حلب بين عامي 2016 و2018 بدعم من الجيش التركي بعد عمليتين عسكريتين أطلقت عليهما أنقرة اسمي “درع الفرات” و”غصن الزيتون”.