القاهرة – (رياليست عربي): بات حزب الله اللبناني، في شبهة أزمة مع القاهرة، عندما ضبطت السلطات المصرية، شحنتان من مخدر “الكبتاغون”، خلال الساعات الأخيرة، على متن رحلتي طيران قادمتين من العاصمة اللبنانية بيروت إلى العاصمة المصرية.
وبحسب مصادر مصرية ولبنانية أمنية وسياسية، وجهت الاتهامات لحزب الله، معتمدة على أمرين، الأول أن مطار بيروت تحت السيطرة الكاملة للحزب وعناصره، ولا يكون هناك مرور حتى لحقيبة يد صغيرة إلا تحت أعينهم، والأمر الثاني، هو تورط عناصر ودوائر تابعة للحزب، في سوابق تهريب شحنات من هذا المخدر “الكبتاغون”عبر حاويات الخضروات والفواكة والبيض وإطارات السيارات وألواح الرخام وعبوات الشاي والقهوة إلى المملكة العربية السعودية، اليونان، إيطاليا،الأردن، سلوفاكيا، المجر، كندا، ودول عربية أخرى وأيضا بلدان إفريقية.
وفي الوقت نفسه، قالت مصادر أمنية مصرية، إن الاتهامات موجهة بالدرجة الأولى إلى عناصر تابعة لحزب الله، وأن الأيام القادمة ستكشف عن تفاصيل تلك العمليات بجانب تورط عناصر أخرى مصرية وغير ذلك في تهريب ذلك المخدر إلى مصر.
وأشارت مصادر لبنانية، إلى أن هذا النوع من العمليات يأتي تحت مظلة الحرب بالوكالة من جانب حزب الله بمخطط إيراني، مشيرين إلى أن “طهران” تستغل حالياً تعدد جبهات المواجهة لعدة أمور، منها خلق أوراق ضغط في التعامل مع الشرق الأوسط والعالم العربي، عبر تهديد أجنحة له للأمن القومي لدول عربية، وهو المخطط الذي يتخذ أطر أخرى، منها الاعتداء الأخير من جانب جماعة “الحوثي” في اليمن تجاه العاصمة الإماراتية أبو ظبي.
ورفضت مصادر لبنانية، ما ذهبت إليه بعض الترجيحات المتعلقة بأن وقوع حزب الله في هذا الأمر الذي يعتبر بمثابة “الورطة” بالوقوف وراء تهريب هذا المخدر إلى مصر، يرجع لما يعانيه من أزمة في مصادر التمويل، لافتين إلى أن مصادر تمويل حزب الله لا تعرف الاهتزاز لاسيما أنه المتحكم الأساسي عالمياً في تصنيع وتوزيع مخدر الكبتاغون.
وأشارت المصادر إلى أن ما يؤكد أن حزب الله حالياً يتبع مخطط توجيه ضربات بأنواع مختلفة لجميع الدول العربية بأوامر إيرانية، لتنويع أوراق اللعب والضغط في يد إيران في التعامل مع محيط الشرق الأوسط ودوائر المجتمع الدولي، يتضح جيداً من استهداف مصر هذه المرة ومن قبلها الكويت بعد ضبط خلية تستهدف هجمات داخل البلاد مؤخراً، فهنا الأمر لا يتوقف عن استهداف لدول مثل المملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين بحسب إدعاءات حزب الله، ولكن الاستهداف للمحيط العربي بكل أبعاده.
وفي هذا السياق، عبر أحزاب وسياسيون لبنانيون، عن تخوفهم من تأثر علاقات بلادهم مع مصر، وقد وضحت هذه المخاوف، في البيان الصادر عن رئيس حزب القوات اللبنانية، سمير جعجع، الذي جاء فيه: “شحنتان من الكبتاغون ضبطتها السلطات المصرية على متن رحلتي طيران قادمتين من بيروت إلى مطار القاهرة الدولي، وقبلها ضبطت شحنات في الإمارات والسعودية واليونان وقبلها وقبلها (…)، ما يدل بشكل أكيد أن لبنان تحول إلى مصنع كبير للكبتاغون”.
وأشار “جعجع” في بيانه، إلى أن القاصي والداني يعرفان أن مواجهة معضلة الكبتاغون لا تكون باتخاذ إجراءات شكلية على بعض المعابر، بل من خلال الذهاب مباشرة إلى معامل تصنيع هذه المادة وإيقافها فوراً عن العمل وإحالة كل من فيها والجهات التي تقف خلفها على العدالة، كما إغلاق المعابر غير الشرعية التي تشكل ممراً أساسياً لتهريبها، فهل من المسؤولين من يسمع ويتصرّف خصوصاً بعدما أصبح اسم لبنان ومعه اسم كل مواطن لبناني في الحضيض أمام دول العالم كلها”.
وقال “جعجع”، إن التاريخ لن يرحم خيانات هؤلاء المسؤولين أو تآمرهم أو تخاذلهم أو غض الطرف عن الموبقات التي تحصل على أرض لبنان وباسمه في الوقت الحاضر، كما أن اللبنانيين لن يرحموهم و سيكونون لهم بالمرصاد في الانتخابات النيابية لسحب كل ثقة منهم وإجراء التغيير المطلوب لإخراج لبنان من جهنّم الكبتاغون، إلى جنة الأرز والبخور والسمعة الطيبة التي عُرف بها لبنان.
وقد تزامن مع ذلك، وسم نشره لبنانيين على مواقع التواصل الاجتماعي، جاء فيه : كبتاغون #لبنان يصل #مصر.. أولاد الأفاعي مصرون على إبعاد لبنان عن محيطه العربي.. ضبط شحنتان من #الكبتاغون .. وصلتا من بيروت للقاهرة”، وهو الوسم الذي شهد تفاعل على نطاق واسع.
خاص وكالة رياليست.
