عمّان – (رياليست عربي): لا زال مشروع مد لبنان بالكهرباء الأردنية والغاز المصري عبر سوريا، يسير بخطى ثابتة، ليست هنالك منغصات سياسية ولا فيتو من الولايات المتحدة، رغم أنها تعيش حالة صدام سياسي مع روسيا بسبب الملف الأوكراني، والأمر الذي توقع مراقبون بأنه قد ينعكس سلباً على مشروع الغاز والكهرباء عبر سوريا.
المشروع بحسب المعلن يسير بشكل جيد، فقد تم الإعلان عن توقيع الأردن وسوريا ولبنان اتفاقية العبور وعقد تزويد لبنان بجزء من احتياجاته من الطاقة الكهربائية من الأردن عبر الشبكة الكهربائية السورية، وفقاً لما أعلنه وزير الطاقة والثروة المعدنية الأردني صالح الخرابشة، والذي أوضح أن أهمية الاتفاقية يكمن في مساعدة اللبنانيين على سد جزء من احتياجاتهم من الطاقة الكهربائية، خاتماً بالقول أن المشروع سيعود بالفائدة على النظام الكهربائي الأردني حيث سيتم تزويد لبنان من شبكات النقل مباشرة.
ولم يتم الوقوف على الفوائد الحقيقية التي قصدها الوزير الأردني في كلامه، لكن المتوقع بحسب المراقبين أن الأردن سيحصل على فوائد مالية وتسهيلات بنكية من دول غربية، على رأسها واشنطن وباريس مقابل مساعدته لبنان، فضلاً عن بيع الكهرباء الفائضة للبنان.
كذلك فإن مرور الكهرباء في سوريا لن يكون مجانياً بالمطلق، إذ ستحصل دمشق على مبلغ من المال لقاء مرور هذا الخط، وسط توقعات بأن يتم استبدال هذا البند باستفادة سوريا بجزء من الكهرباء .
كما أن تسهيل دمشق لهذا المشروع من مصلحتها أمنياً واقتصادياً كذلك، إذ أن تدهور الوضع الداخلي في لبنان بسبب سعر الصرف وفقدان الطاقة سينعكس بطريقة حتمية على الوضع الاقتصادي السوري بالدرجة الأولى، حيث سيتشجع المهربين لنقل بضائعم من سوريا إلى لبنان الذي يعاني نقصاً في كل شيء، وبالتالي سيتسبب ذلك بارتفاع الدولار وندرة المواد في الأسواق السورية، فضلاً عن ارتفاع أسعارها بشكل جنوني، الأمر الذي سيفضي إلى استياء شعبي كبير ، الحكومة السورية في غنى عنه حالياً، بسبب تراكم الملفات الداخلية المعيشية التي تستثير حساسية المواطن السوري.
خاص وكالة رياليست.