موسكو – (رياليست عربي): تعمل روسيا اعتماداً على مبدأ فصل الملفات، فما يحدث في سوريا ليس بالضرورة أن ينطبق على ما حدث في كازاخستان، والتوتر الحاصل في الملف الأوكراني، لا يعني أنه يجب ربطه بملف المفاوضات النووية مع إيران، على الأقل هذا ما يُلاحظ من النشاط الروسي الدبلوماسي مؤخراً.
في هذا السياق أعلن مندوب روسيا الدائم لدى المنظمات الدولية في فيينا ميخائيل أوليانوف عن إمكانية بدء محادثات مباشرة بين الولايات المتحدة وإيران حول إحياء الصفقة النووية في وقت قريب، متوقعاً ان يتم التوصل إلى اتفاق نهائي بشأن الملف النووي بحلول فبراير/ شباط المقبل، موضحاً أن تحضير الأمريكيين لرفع العقوبات وضمان الظروف الضرورية لعودة رجال الأعمال إلى إيران سيتطلب وقتاً، من جانبها ستحتاج طهران فيما يبدو إلى حوالي شهرين كي تستعد للعودة إلى التزاماتها السابقة بموجب خطة العمل الشاملة المشتركة الأولية.
التصريح الروسي يوحي بأن هناك جهوداً بذلتها موسكو حيال هذا الملف، وبغض النظر عن صوابية ذلك ودقته من عدمه، إلا أن موسكو يهمها بشكل كبير أن تسير تلك المفاوضات بسلاسة وتنتهي إلى حل، لا سيما بعد زيارة الرئيس الإيراني إلى موسكو وإعلان الجانبين عن علاقاتهما الوثيقة والاستراتيجية.
بالعودة إلى مبدأ الفصل بين الملفات والذي تتبعه الإدارة الأمريكية أيضاً في بعض الأحيان، يمكن القول أنه لا ينطبق تماماً على ما يحدث في الشرق الأوسط، إذ من غير المنطقي أن لا يكون هناك تأثير وترابط بين ملف النووي الإيراني والملف السوري والتسوية في لبنان والحرب على اليمن ووقفها وإبرام تسوية حولها.
لذلك فإن سير المفاوضات ونجاحها مع طهران قد يعبّد الطريق للسير في حلول ملفات أخرى، يأتي ذلك بالتوازي أيضاً مع محادثات إماراتية – إيرانية سابقة واتصالات مستمرة بين الجانبين.
خاص وكالة رياليست.






