نور سلطان – (رياليست عربي): اشتعلت الأحداث في كازاخستان كالنار في الهشيم، وسط عدم استبعاد نظرية المؤامرة في هذا البلد، لا سيما وأن التظاهرات بدأت بسبب ارتفاع أسعار الغاز المُسال، لكن رغم تعهد الحكومة بإعادة الأسعار إلى ما كانت عليه، إلا أن الاحتجاجات بدأت تتسع بشكل أكبر، وتأخذ طابعاً عنفياً.
ولعل ما يثير التساؤل هو ما قاله حاكم ألما آتا العسكري بأن المدينة تعرضت لهجوم من قبل المتطرفين والراديكاليين وأصبحت الجماعات المتطرفة أكثر نشاطاً، فهل من الممكن أن نرى الكثير من الطاجيك والأوزبك والتركمان المتطرفين يقاتلون في مناطق حدودية في كازاخستان؟ وهل من رابط بين الجماعات الأوزبكية والطاجيكية والأيغور وبين هؤلاء الراديكاليين الكازاخ الذين باتوا ينشطون بشكل متسارع في أحداث كازاخستان الحالية؟ هل يمكن أن تتكرر تجربة كابل بوصول حركة متشددة إلى السلطة؟
إن لغة الجغرافيا السياسية، تقول بأن من الصعب أن تصل حركة متطرفة إلى السلطة في كازاخستان بوجود دول مجاورة مثل روسيا والصين، لكن الأكيد بأن كازاخستان يمكن أن تشكل شرارة وضع أمني متفلت وغير مستقر عابر للحدود قد ينتقل إلى طاجيسكتان وتركمانستان بهدف خلق حالة من التهديد لكل من روسيا والصين، لا سيما وأن الأخيرة تضع ملف الأويغور والجماعات التكفيرية ضمن أولى اهتماماتها، فإن كانت تهتم بهذا الملف في سوريا، فكيف ببلد على حدودها؟!
تصريح آخر هو اللافت، يتمثل بدعوة البيت الأبيض للمحتجين بإبقاء المظاهرات في نطاقها السلمي، ما يوحي بأنها تقف وراء تزكية تلك الاحتجاجات، ولواشنطن باع في الحرب الناعمة وهندسة الثورات الملونة.
خاص وكالة رياليست.