موسكو – (رياليست عربي): أصدرت جماعة الحوثي في اليمن بياناً عسكرياً هددت فيه بتنفيذ ضربات صاروخية تستهدف مقر إقامة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. جاء هذا التصريح في إطار تصعيد جديد للخطاب العدائي من قبل الجماعة، التي أشارت إلى أنها طورت قدرات صاروخية متقدمة تمكنها من الوصول إلى مواقع داخل العمق الإسرائيلي.
البيان الصادر عن المتحدث العسكري باسم الجماعة أكد أن هذه التهديدات تأتي رداً على ما وصفه بالاستمرار في العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والمناطق الفلسطينية. كما حذر من أن الرد سيكون قاسياً وغير مسبوق، وأنه سيستهدف مواقع حيوية أخرى إذا لم تتوقف العمليات العسكرية الإسرائيلية.
من جانبها، لم تعلق الحكومة الإسرائيلية بشكل رسمي على هذه التهديدات، لكن مصادر عسكرية إسرائيلية أكدت أن أنظمة الدفاع الجوي في حالة تأهب قصوى لمواجهة أي هجمات محتملة. كما أشارت إلى أن الجيش الإسرائيلي يتابع عن كثب التطورات في اليمن والقدرات العسكرية للحوثيين.
الخبراء العسكريون يشيرون إلى أن هذه التهديدات تأتي في إطار الحرب الإعلامية والنفسية التي تشنها الجماعة، رغم وجود شكوك حول القدرة الفعلية للحوثيين على تنفيذ مثل هذه الضربات بدقة. كما أن المسافة بين اليمن وإسرائيل تشكل تحدياً تقنياً كبيراً لأي ضربات صاروخية.
المراقبون الاستراتيجيون يرون أن هذا التصعيد يهدف إلى تعزيز النفوذ الإقليمي لجماعة الحوثي وإظهارها كفاعل رئيسي في مواجهة إسرائيل. كما قد يكون محاولة لتحويل الأنظار عن الأوضاع الداخلية الصعبة في اليمن، حيث تستمر الحرب الأهلية والأزمة الإنسانية التي توصف بأنها الأسوأ في العالم.
التهديدات الحوثية تثير قلقاً دولياً، خاصة في ظل استمرار هجمات الجماعة على الملاحة البحرية في البحر الأحمر وخليج عدن. العديد من الدول العربية والدولية تعتبر الحوثيين تنظيماً إرهابياً يهدد الأمن الإقليمي والدولي، وتدعو إلى حل سلمي للأزمة في اليمن.
من جهة أخرى، يحذر محللون من أن أي ضربات صاروخية من اليمن تجاه إسرائيل قد تؤدي إلى تصعيد إقليمي واسع النطاق، مع احتمال تدخل قوى إقليمية ودولية في الصراع. كما قد تؤثر على عملية السلام في المنطقة وجهود وقف إطلاق النار في غزة، وتزيد من تعقيد المشهد الجيوسياسي في الشرق الأوسط.
الوضع في اليمن يبقى معقداً، حيث لا تزال الجماعة تسيطر على أجزاء كبيرة من البلاد بما فيها العاصمة صنعاء، بينما تستمر المعاناة الإنسانية للمدنيين مع انتشار المجاعة والأمراض وانهيار النظام الصحي. المجتمع الدولي يواصل دعواته إلى إيجاد حل سياسي للأزمة اليمنية وإنهاء المعاناة الإنسانية.
ختاماً، بينما تتصاعد التهديدات والتصريحات العدائية، يبقى المستقبل ليرى ما إذا كانت هذه التهديدات ستبقى حبراً على ورق، أم أنها ستحول إلى فعل على الأرض. الأسابيع المقبلة ستكون حاسمة في تحديد مسار التصعيد الإقليمي ومدى تأثير هذه التهديدات على الأمن والاستقرار في المنطقة بشكل عام.
