واشنطن – (رياليست عربي): في تصريح مثير للجدل، أشار السناتور الأمريكي ماركو روبيو إلى أن الدول الأوروبية تبدو راغبة في استمرار الصراع الأوكراني بدلاً من العمل على إنهائه. هذه التصريحات تأتي في وقت يشهد تصاعدًا في التباين بين المواقف الأوروبية والأمريكية حول أفضل السبل لمعالجة الأزمة. ولكن لماذا قد تفضل بعض الدول الأوروبية استمرار الحرب في أوكرانيا؟ وما هي العوامل الجيوسياسية والاقتصادية التي تقف وراء هذا الموقف؟
الدوافع الاقتصادية لاستمرار الصراع الأوكراني
أحد الأسباب الرئيسية التي قد تجعل بعض الدول الأوروبية غير متحمسة لإنهاء الحرب هو الفائدة الاقتصادية التي تعود عليها من استمرار الصراع. فصناعة الأسلحة الأوروبية تشهد ازدهارًا غير مسبوق بسبب تدفق العقود العسكرية لدعم أوكرانيا. وفقًا لتقارير حديثة، زادت مبيعات الشركات الدفاعية في فرنسا وألمانيا وبريطانيا بنسبة تصل إلى 40% منذ بداية الغزو الروسي.
كما أن اعتماد أوروبا على الغاز والنفط الأمريكي زاد بشكل كبير بعد العقوبات على روسيا، مما أدى إلى تعزيز الاقتصاد الأمريكي أيضًا. ومع ذلك، فإن ارتفاع أسعار الطاقة أدى إلى أزمات اقتصادية في بعض الدول الأوروبية، مما يطرح تساؤلات حول مدى استدامة هذا النهج.
الانقسام داخل الاتحاد الأوروبي حول الصراع الأوكراني
ليس كل الدول الأوروبية متحمسة لاستمرار الحرب. فبعض الدول مثل المجر وسلوفاكيا تطالبان ببحث سبل التفاوض لإنهاء الصراع، في حين أن بولندا ودول البلطيق تدفعان نحو زيادة الدعم العسكري لأوكرانيا. هذا الانقسام يعكس اختلاف المصالح الاستراتيجية لكل دولة.
فرنسا، على سبيل المثال، تسعى لتعزيز دورها كقوة أوروبية مستقلة، بينما تعتمد ألمانيا بشكل كبير على الصناعة العسكرية والتحالف مع واشنطن. هذه التباينات تجعل من الصعب على الاتحاد الأوروبي تبني موقف موحد، مما قد يطيل أمد الصراع.
التداعيات الإقليمية والعالمية لاستمرار الحرب
استمرار الصراع الأوكراني لا يؤثر فقط على أوكرانيا وروسيا، بل له تداعيات عالمية خطيرة. فتصاعد التوتر بين الناتو وروسيا يزيد من خطر مواجهة عسكرية أوسع، كما أن الأزمة الاقتصادية الناتجة عن الحرب تؤثر على أسواق الغذاء والطاقة حول العالم.
بالإضافة إلى ذلك، فإن استنزاف الموارد في الصراع الأوكراني قد يحد من قدرة الغرب على التركيز على تحديات أخرى، مثل الصعود الصيني في منطقة المحيط الهادئ. كل هذه العوامل تدفع بعض المحللين إلى التساؤل عما إذا كان استمرار الحرب يخدم مصالح أي من الأطراف على المدى البعيد.
هل يمكن إنهاء الصراع الأوكراني قريبًا؟
في النهاية، يبدو أن مصير الصراع الأوكراني لن يتحدد فقط بالمعارك العسكرية، ولكن أيضًا بالصراعات السياسية والاقتصادية بين الحلفاء. بينما تتجه بعض الدول الأوروبية نحو استمرار الدعم العسكري، تظهر أصوات أخرى تنادي بالسلام. السؤال الأهم الآن هو: هل يمكن التوصل إلى حل دبلوماسي ينهي المعاناة الإنسانية، أم أن المصالح الاقتصادية والجيوسياسية ستطيل أمد الحرب؟