الخرطوم – (رياليست عربي): أصبح مستقبل العلاقات المصرية – السودانية، رهينة في قبضة التحريض الممنهج تتبناه أطرافاً داخلية تحركها أجهزة خارجية، وظهرت على السطح مؤخراً لجان إلكترونية ظلت خلال الفترة الماضية تبث في شائعات حتى تحولت في نهاية المطاف لقرارات.
وواصل مواطنو القولد إغلاق الطريق أمام حركة الشاحنات وقالوا: إن إغلاق الطريق تسبب في شلل تام في التجارة بين الخرطوم والقاهرة، وطالب المحتجون بإلغاء زيادة الكهرباء و نصيب الولاية من التعدين والكهرباء جانب مطالب أخرى.
وكشف الكاتب والخبير السوداني، عبد القادر الحيمي، أن من أسماهم “تروس الشمال” فجروا قنبلة من العيار الثقيل في العلاقات بين البلدين، عقب اجتماع لهم الثلاثاء، واللجنة المنظمة خرجت بعدة مطالب شملت، استرجاع مدينة حلايب و شلاتين السودانية، تعويض بالكهرباء من الجانب المصري مجاناً لمدة تزيد عن 10 سنوات، لتعويض خسائر السد العالي في السودان الذي أغرق ٢٧ قرية سودانية حسب زعمهم، واسترجاع جميع الآثار النوبية، وكذلك وقف تصدير إناث المواشي الجمال والأبقار.
كما شملت المطالب إلغاء اتفاقية الحريات الأربعة -وقعت عام 2004 وتنص على تنص على حرية التملك والتنقل والإقامة والعمل، النقطة التي من شأنها تأجيج الحرب في تلك المطالب هي المطالبة بتحويل معبر أرقين وأشكيت الحدودي إلى أراضي دولية تربط بين البلدين، وترسيم الحدود مع مصر شمالاً وشرقاً، وانتهت المطالب بضرورة دفع ثمن جميع السلع المصدرة بالدولار والفائدة تعود لبنك السودان المركزي.
وانتقد الحيمي السلوكيات والهجمة التي تمارس ضد مصر، لصالح جهات خارجية، بقوله: ” من المستفيد من تخريب العلاقات بين مصر والسودان؟ ومتى كانت البلطجة والتعدي وإهدار القانون هو طريق الإصلاح”.
وتابع، الردة لما قبل 25 أكتوبر الأخضر -في إشارة للنظام الرئيس عمر البشير- مستحيلة فلا تضيعوا زمن الشعب السوداني المحترم، تتغير الحكومات والأنظمة ويبقى الشعبين السوداني والمصري أخوة، ومهما فعل المخربين أصحاب الأجندة الخبيثة تبقى المصالح.
من جانبها مديرة البرنامج الأفريقي بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، الدكتورة أماني الطويل، قالت: إن هناك حملة منظمة ضد مصر في السودان.
مؤكدة أن المشهد الأخير يتوج عشرات المعلومات المفبركة ضد مصر على وسائل التواصل الاجتماعي، وهي ظاهرة ممتدة منذ نظام عمر البشير ولم تتوقف، مثل أن الموالح المصرية مسرطنة، أو أن المساعدات الطبية المصرية للسودان منتهية الصلاحية، أو أن الدقيق المصري المتدفق إلى السودان وقت الفيضان به بودرة سيراميك مضرة بصحة الإنسان، ونشر شائعات حول اعتقال الأمن المصري لأفراد الجالية السودانية.
مشددة على أن الشائعات والحكايات والتحريض على مصر في السودان صناعة مخابراتية بامتياز تقوم بها إثيوبيا وأطراف أخرى تريد أن تنسف التقارب السوداني – المصري الحاصل في أزمة سد النهضة، والمؤسس على مصالح كل بلد على حدة و طبيعة الأخطار التي تواجهها بسبب هذا السد.
خاص وكالة رياليست.
