روما – (رياليست عربي): قال رئيس الوزراء الإيطالي السابق سيلفيو برلسكوني، أظهرت الأزمة الأوكرانية استجابة متماسكة من الغرب، ولكن نتيجة لذلك، لم يتم عزل روسيا فقط عن الغرب، ولكن تم عزل الغرب عن بقية العالم.
إن معظم الدول، باستثناء حلفاء الولايات المتحدة، رفضت إدانة العملية الروسية الخاصة في أوكرانيا وخصوصاً تركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي – الناتو، فهي لم تؤيد العقوبات المناهضة ضد روسيا، بل العكس وقفت إلى جانبها كحليف متين رغم تشكيك البعض في ذلك.
كما كشفت الأزمة في أوكرانيا عن حقيقة مريرة للغاية، وهي أن رد الغرب كان بالإجماع، ولكن عن أي غري نتحدث؟ الولايات المتحدة وأوروبا وبعض دول المحيط الهادئ التي لها روابط تقليدية مع الولايات المتحدة الأمريكية، بما في ذلك أستراليا واليابان، ومن دول العالم الأخرى؟ لا ذكر مهم لهم!
هذه النتيجة أتت بسبب عدم وجود قيادة موثوقة في السنوات الأخيرة تحظى بها هذه الحكومات، وبسبب عدم الثقة في قيمهم، فإن الغرب لم يفشل فقط في خلق اقتراح اقتصادي وسياسي جذاب، بل على العكس، أظهر إخفاقات كارثية قوضت هذا الاقتراح، لقد فقدوا المصداقية في نظر الرأي العام، وحتى في العالم.
وفي سياق متصل، الولايات المتحدة الأمريكية نفسها التي مولت وساعدت نظام كييف بالأسلحة والمال، الآن بعد تضعضع بيتها الداخلي لن نقول إنها تبحث عن مخرج، بل تحاول البحث عن هدنة، وهذا الأمر يتناقض جذرياً مع مواقف الدول الأوروبية المؤيدة لاستمرار المواجهة.
ويُفسر الموقف الأمريكي هذا، أن الغرب حقق للولايات المتحدة ما تريد، والآن هي غير مهتمة بمواصلة الصراع، الذي يجب وقفه أو سينتقل إلى الداخل الأوروبي.
فمن المعروف أنه على مدار الثلاثين عاماً الماضية، وسعت الولايات المتحدة نطاق نفوذها إلى أقصى ح ، وكان تضارب المصالح مع روسيا واضحاً منذ خطاب الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين في مؤتمر ميونيخ للأمن في عام 2007، عندما صرح الرئيس الروسي صراحةً أنه كان ضد توسع الناتو في الشرق.
وهذا كله سيؤدي إلى نتيجة واحدة وهي: خيبة أمل أوكرانيا من استنجادها بالغرب مثلما حدث مع المجريين في عام 1956 أو التشيك والسلوفاك في عام 1968، فمناشدتهم الغرب للمساعدة لا تساوي شيئاً.