موسكو – (رياليست عربي): في ظل التوترات المتصاعدة بين القوى العظمى، تبرز محادثات موسكو كأمل جديد لتهدئة الأجواء. وفقًا لتقارير حديثة من موقع “إزفيستيا”، من المقرر أن تُعقد الجولة الثالثة من المفاوضات بين روسيا والولايات المتحدة في العاصمة الروسية قريبًا، تحت شعار “ببطء ولكن بثبات”.
هذه المفاوضات تأتي في إطار سلسلة من اللقاءات التي تهدف إلى تقريب وجهات النظر حول قضايا شائكة مثل الأمن القومي، والحد من التسلح، والأزمات الإقليمية في أوكرانيا والشرق الأوسط.
وشهدت العلاقات بين موسكو وواشنطن فترات من المد والجزر على مدى العقود الماضية، خاصة بعد الحرب الباردة. ومع تصاعد الخلافات حول حلف الناتو، والتدخلات في سوريا، والأزمة الأوكرانية، أصبحت الحاجة إلى حوار مباشر أكثر إلحاحًا. الجولات السابقة من المفاوضات، التي عُقدت في جنيف وفيينا، لم تحقق اختراقات كبيرة، لكن الخبراء يرون أن استمرار الحوار بحد ذاته إيجابي.
من المتوقع أن تركز المحادثات المقبلة على عدة ملفات ساخنة، أبرزها الحد من الأسلحة النووية مع اقتراب انتهاء معاهدة “نيو ستارت”، حيث تبحث الدولتان عن إطار جديد للحد من الترسانات النووية. كما لا تزال التوترات حول دونباس وحلف الناتو تشكل عقبة كأداء في العلاقات الثنائية. بالإضافة إلى ذلك، تختلف الرؤى حول الدور الروسي والأمريكي في الشرق الأوسط، خاصة فيما يتعلق بسوريا وإعادة الإعمار ومكافحة الإرهاب.
يرى محللون أن الجولة الثالثة قد لا تُنتج اتفاقيات فورية، لكنها تمهد الطريق لمزيد من التفاهم. بعض الخبراء، مثل أولغا أوليكوفا من مركز “كارنيغي”، يعتقدون أن “الحد الأدنى من الثقة بين الطرفين ضروري لتجنب تصعيد غير مقصود”. من ناحية أخرى، تشير تقارير إلى أن البيت الأبيض يفضل نهجًا تدريجيًا، بينما تطالب موسكو بضمانات أمنية ملموسة.
لا تقتصر تأثيرات هذه المحادثات على الطرفين فقط، بل تمتد إلى الاستقرار العالمي، ففي وقت تشهد فيه أوروبا أزمة طاقة وتتصاعد المنافسة بين القوى الكبرى، يمكن لأي تقدم في العلاقات الروسية الأمريكية أن يخفف من حدة التوتر في الأسواق الدولية، خاصة في مجال الطاقة والغذاء.
بينما يُنظر إلى مفاوضات موسكو على أنها خطوة أخرى في مسار طويل، فإن استمرار الحوار يظل ضروريًا لتجنب المواجهة، مع التركيز على “المفاوضات الروسية الأمريكية”، يصبح من الواضح أن العالم يترقب نتائج هذه اللقاءات، التي قد تُشكل مستقبل العلاقات الدولية في السنوات القادمة.
