واشنطن – (رياليست عربي): فرضت سلطات لوس أنجلوس حظر تجول في وسط المدينة بعد تصاعد أعمال العنف والاشتباكات، كما تم إعلان حظر التجول بدءًا من مساء يوم 11 يونيو 2025، في محاولة لاحتواء موجة الاضطرابات التي تشهدها المدينة. يأتي هذا القرار في وقت تشهد فيه العديد من المدن الأمريكية احتجاجات واضطرابات اجتماعية متصاعدة.
وتعود جذور الأزمة الحالية إلى عدة عوامل متشابكة، أبرزها ارتفاع معدلات الجريمة وتزايد التوترات الاجتماعية والعرقية. تشير إحصاءات مكتب التحقيقات الفيدرالي إلى أن لوس أنجلوس شهدت زيادة بنسبة 15% في الجرائم العنيفة خلال الأشهر الستة الماضية مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي. كما أن تفاقم مشكلة المشردين وتنامي الفجوة الاقتصادية ساهما في تفاقم الأوضاع.
لم تقتصر آثار حظر التجول على الجانب الأمني فقط، بل امتدت إلى القطاع الاقتصادي الحيوي للمدينة. وفقًا لغرفة تجارة لوس أنجلوس، تسبب الإعلان عن حظر التجول في إغلاق المئات من المحال التجارية والمطاعم مبكرًا، مما تسبب في خسائر فادحة تقدر بملايين الدولارات. كما أعلنت العديد من الشركات الكبرى عن تعليق العمل في مقارها الرئيسية تحسبًا لأي تطورات أمنية.
وعلى الصعيد الاجتماعي، أثار قرار حظر التجول ردود فعل متباينة بين سكان المدينة. بينما رحبت بعض الأوساط بالقرار باعتباره إجراءً ضروريًا لاستعادة الأمن، انتقدته مجموعات حقوقية وصفته بأنه “قمع للحريات المدنية”. وأعربت منظمات المجتمع المدني عن قلقها من أن تكون هذه الإجراءات بداية لموجة قمع أوسع، خاصة في الأحياء الفقيرة والمهمشة.
من الناحية الأمنية، نشرت سلطات لوس أنجلوس أكثر من 1500 عنصر شرطة وحراس وطنيين لفرض حظر التجول. وأفادت مصادر محلية بتعرض بعض عناصر الشرطة للاعتداء بالحجارة والقنابل الحارقة من قبل محتجين، مما أدى إلى إصابة العشرات من الطرفين. كما تم الإبلاغ عن أعمال تخريب ونهب لبعض المحال التجارية في المناطق المجاورة.
وعلى المستوى السياسي، أثار قرار حظر التجول جدلاً واسعًا بين المسؤولين المحليين والاتحاديين. بينما دعم عمدة لوس أنجلوس كارين باس القرار باعتباره “ضرورة أمنية”، انتقد بعض أعضاء مجلس المدينة التوقيت والمدى الجغرافي للحظر. على الصعيد الوطني، دعا الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى “الهدوء والحوار” معربًا عن قلقه من تصاعد العنف في المدن الأمريكية الكبرى.
فيما يتعلق بالتداعيات المستقبلية، يتوقع خبراء الأمن أن تشهد لوس أنجلوس مزيدًا من الإجراءات الأمنية المشددة في الأسابيع المقبلة. كما يحذر اقتصاديون من أن استمرار الاضطرابات قد يؤثر سلبًا على سمعة المدينة كمركز اقتصادي وثقافي عالمي، مما قد يؤدي إلى هروب الاستثمارات وتراجع السياحة.
بالتالي، يمثل حظر التجول في لوس أنجلوس نقطة تحول في التعامل مع الأزمات الأمنية والاجتماعية في المدن الأمريكية الكبرى. بينما يسعى المسؤولون لاستعادة النظام والأمن، تبرز تساؤلات حول جدوى هذه الإجراءات الأمنية في معالجة الأسباب الجذرية للاضطرابات، مع التركيز على الكلمة المفتاحية “حظر التجول في لوس أنجلوس”، يبقى المشهد الأمني والاجتماعي في المدينة محل متابعة واهتمام إعلامي واسع النطاق.