القاهرة – (رياليست عربي): خرج أمس الممثل المصري “باسم سمرة” ليعتذر عن أسلوبه في الرد على تركي آل الشيخ، رئيس هيئة الترفيه السعودي، بعد أن هاجم الأخير الممثل محمد صبحي، ووصفه بـ “المشخصاتي”، لتبدأ حرب كلامية بين الطرفين ومؤيديهما على مواقع التواصل الاجتماعي.
كان أكثرها سخونة وجرأة ما كتبه “سمرة” على تويتر، موجهاً هجوماً لاذعاً وساخراً لـ “آل الشيخ”، قبل أن يخرج أمس ويعتذر عن “أسلوبه” في الرد، ويؤكد احترامه وتقديره للمملكة السعودية وشعبها. و ذلك بعد أن قامت منصة “شاهد” بحذف الإعلانات الدعائية لمسلسل باسم الجديد “القاهرة منورة بأهلها”، المفترض أن يبدأ عرضه خلال أيام. ما سبب أزمة لصنّاع المسلسل، خوفاً من عدم عرضه على المنصة المملوكة لمستثمرين سعوديين، من ضمنهم “تركي”، دفعت سمرة إلى نشر اعتذاره أمس.
على المستوى الشعبي جاء تصريح باسم سمرة الأول ليشفي غليل قطاع عريض بين المصريين على مواقع التواصل، لاسيما بعد حذف مسلسله، وخرجت دعوات بإلغاء الاشتراك في منصة شاهد لمؤازرة “سمرة”، الذي قال ما في صدور أغلب المصريين تجاه صلف “تركي آل الشيخ” طوال علاقته بالمصريين منذ بداية ظهوره، وحتى الأزمة الأخيرة، وليس للأمر علاقة بالدفاع عن الممثل “محمد صبحي”، الذي في الأساس يمثل النموذج السلطوي الأبوي المرفوض بين قطاع عريض من الشباب المصري، ويسخر منه أيضاً قبل أن يتحول للدفاع عنه بقوة بعيداً عن رأيهم فيما يقدمه ويقوله، وزاد من الأمر سخونة أن المعركة مع شخصية مثيرة لغضب وسخط الكثيرين مثل “تركي آل الشيخ”، لتاريخه السيء مع الجمهور المصري بكل انتماءاته وطوائفه وأعضائه. ولا ينزل له من زور طرق سمو الأمير الذي يحلو له تجسيد “كاركتر” الثري الخليجي كما جسدته السينما المصرية في كثير من الأفلام بطريقة مدهشة.
بالنسبة لـ باسم سمرة ليس مهماً الاعتذار على ما بدر منه بعفوية صادقة ومصرية تماماً، وقد كان الاعتذار أمراً متوقعاً بالطبع، بعد حذف إعلانات مسلسله، حتى لا يتسبب في خسارة منتجه وغضب زملائه المشاركين في العمل، وبالطبع بسبب ضغوط المال والبيزنس بين الطرفين، صناع المسلسل، وأصحاب المنصة برعاية نقابة الممثلين المصرية، التي سارع رئيسها الممثل “أشرف زكي” في إصدار بيان “مايع” كعادة بيانات النقابة في مثل تلك الخلافات “بين الأشقاء” على حد وصفهم، ولم ينتظر الجمهور المصري أن يأتي الرد من النقابة على الإساءة والسخرية من الفن المصري والفنانين المصريين، الذين في الأصل يسارعون كل مرة ويكونوا أول الصفوف في مهرجانات “الترفيه” الرياضية والفنية والثقافية، ويتم تكريمهم واستضافتهم في “بلدهم الثاني” للترفيه والتصوير مع الجمهور بمقابل، كما فعلت فيفي عبده التي وضعت تسعيرة للجمهور في زيارتها لدولة الإمارات للتصوير معها.
وليس عيباً ولا قلة قيمة أن يقول أحدهم (حسن الرداد) إنه يتمنى أن يعيش في السعودية لأنها “ملتقى الفن”، ولا يعرف هذا الممثل أن “حماه” الممثل الراحل سمير غانم قدم أفلاماً أكثر من تاريخ السينما السعودية كله تقريباً. مثلما لم ينتظر الجمهور المصري أن ينتفض الإعلام للدفاع عن الفن المصري والفنانين المصريين، مستغلين التريند كما يفعلون دائماً، وظهر الإعلاميون المصريون الذين يطلون طوال النهار والليل على القنوات الفضائية يكيلون المدح لكل ما يقوم به “طال عمره”، من حفاوة استقبال للفنانين والإعلاميين والإقامة المجانية، في مهرجانه الكبير. والهدايا والعطايا، ولا ننسى “ساعات اليد” التي يشتهر بها “تركي آل الشيخ” ويفضل توزيعها على ضيوفه، ومن الممكن أن نسمح له بالهزار السمج والسخرية من ملابس أحدهم، أو صفع آخر على قفاه.
لم يكن متوقعاً أن يخرج ممثل مصري ويحرز هدفاً معنوياً بطريقة تعجب المصريين الحقيقة، أو على أقل تقدير أمثالي، الذين لا يعملون حساب للدفاع عن كل ما هو مصري يكره دور “الكفيل” الذي لعبه رئيس هيئة الترفيه في حياة المصريين، في كل المجالات، وتفتح له الأبواب طوال الوقت، ويمجده المطربين والرياضيين والممثلين والإعلاميين بالطبع، بينما على المستوى الشعبي المصري، الجميع يعلم قصصه مع الرياضة المصرية، عندما قام بشراء نادي “الأسيوطي” المصري وحول اسمه إلى “بيراميدز”، وقد رأى العديد أنه بذلك يهدف لخلق كيان معادٍ للأهلي في مصر بعد خلافاته مع إدارة النادي المصري، ويتم طرده ومسح اسمه من قائمة شرف النادي.
وبالفعل تحول النادي الجديد إلى العدو الأكبر للأهلي وجماهيره، وراح “آل الشيخ” يغري كل لاعبي مصر الأهلي بالأموال للانتقال لناديه، ما ولد كراهية في قلوب مشجعي الكرة في مصر لسموه، وهم بالملايين وشنوا الحملات والهجوم الضاري عليه وعلى ناديه، حتى باعه، وترك مجال الرياضة في مصر ليذهب إلى مجال آخر ليخربه.
الرجل لم يقصر تجاه المصريين لتزيد كراهيتهم له، في مجال الغناء، بعد تدميره المتعمد للمطربة التي أطلق عليها المصريون في صغرها أنها “خليفة أم كلثوم”، الموهوبة “آمال ماهر”، التي تزوجت من تركي لعدة سنوات عانت خلالها من الاعتداء الجسدي والحبس على يد طال عمره، والمنع من الغناء لأكثر من عشر سنوات، قبل أن تتحرر من قبضته أخيراً خاسرة كل شيء، لتبدأ من جديد.
على الرغم من ذلك، وكل ذلك، فالرجل أيضاً صديق كبار مطربي الوطن العربي. ويمجدون في أشعاره وموهبته الفذة، فهو يكتب لهم الأغاني، ويشتري لهم البعض الآخر وينسى ويضع اسمه عليها. وفي الثقافة الرجل أظهر مواهبه مؤخراً وكتب رواية، وسيتم تحويلها إلى فيلم سينمائي، ليخرج من عباءة الثري الخليجي الكاريكاتورية، ليبدأ مرحلة جديدة أطلق عليها المصريون مرحلة “الحلزونة”، وبطلها “مرجان أحمد مرجان”.
خاص وكالة رياليست – محب سمير – كاتب مصري.