بلغراد – (رياليست عربي): خرج ما يقارب 70 ألف شخص في العاصمة الصربية بلغراد في مسيرة حاشدة لدعم الحكومة ورفضاً لاحتجاجات المعارضة التي تشهدها البلاد، جاءت هذه التظاهرة الكبرى كرد فعل على أسابيع من الاحتجاجات التي نظمتها قوى المعارضة، حيث تجمع المؤيدون للحكومة في الساحات الرئيسية حاملين الأعلام الصربية وشعارات التأييد للقيادة السياسية.
المتظاهرون المؤيدون للحكومة عبروا عن دعمهم لسياسات الرئيس والحكومة، معتبرين أن احتجاجات المعارضة “تضر باستقرار البلاد وتعيق عملية التنمية”. كما انتقدوا ما وصفوه بـ”محاولات خارجية للتأثير على السيادة الوطنية” من خلال دعم قوى المعارضة.
من جهتها، استغلت الحكومة الصربية هذه التظاهرة الكبيرة لتؤكد على شرعيتها وشعبيتها، حيث ألقى عدد من المسؤولين كلمات أمام الحشود أشادوا فيها “بوعي الشعب الصربي ورفضه للفوضى”. كما حذروا من “مخاطر الانقسامات التي تهدد الوحدة الوطنية”.
المراقبون السياسيون يرون في هذه التظاهرة الكبيرة مؤشراً على تعمق الانقسام السياسي في المجتمع الصربي، حيث تتصاعد حدة الاستقطاب بين مؤيدي الحكومة وأنصار المعارضة. كما تعكس تأثر الساحة الصربية بالصراعات الجيوسياسية الإقليمية والدولية.
هذه التطورات تأتي في وقت تشهد فيه صربيا أزمة سياسية متصاعدة، مع استمرار احتجاجات المعارضة التي تتهم الحكومة بالفساد والتلاعب بالانتخابات. وتواجه البلاد ضغوطاً دولية متزايدة للإصلاح السياسي والاقتصادي، خاصة في إطار مفاوضات الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.
ختاماً، بينما تؤكد الحكومة أن التظاهرة الحاشدة دليل على شعبيتها، تواصل المعارضة اتهامها باستخدام أساليب غير ديمقراطية للبقاء في السلطة. المشهد السياسي في صربيا يبدو أكثر تعقيداً من أي وقت مضى، مع استمرار التظاهرات المناوئة من كلا الجانبين دون مؤشرات على حل قريب للأزمة.