هيلسنكي – (رياليست عربي): أعلنت السلطات الفنلندية عن بدء أعمال بناء سياج حدودي عازل على طول الحدود مع روسيا، في إطار تعزيز الإجراءات الأمنية للتصدي للهجرة غير النظامية والتهديدات المحتملة. وجاء في البيان الرسمي أن المشروع يهدف إلى تأمين أطول حد بري في الاتحاد الأوروبي مع روسيا، والذي يمتد لأكثر من 1300 كيلومتر.
المسؤولون الفنلنديون أوضحوا أن السياج المصمم سيكون بارتفاع 3 أمتار ومزوداً بأجهزة استشعار متطورة وكاميرات مراقبة وأنظمة اتصالات حديثة. وسيغطي المشروع في مرحلته الأولى المناطق الأكثر عرضة للعبور غير القانوني، مع استكمال الأجزاء المتبقية خلال السنوات القادمة.
هذا القرار يأتي بعد أشهر من التوتر على الحدود الفنلندية الروسية، حيث اتهمت هلسنكي موسكو بتسيير تدفقات مهاجرين من الشرق الأوسط وأفريقيا نحو المعابر الحدودية كوسيلة للضغط السياسي. وقد نفت روسيا هذه الاتهامات ووصفتها بأنها غير مسؤولة.
من جهتها، علقت وزارة الخارجية الروسية على القرار واصفة إياه بأنه “خطوة غير ودية” تعكس عقلية الحرب الباردة، مؤكدة أن موسكو تحترم دائماً سيادة جيرانها وتتعامل بمسؤولية مع القضايا الحدودية.
المراقبون السياسيون يرون في هذا التطور استمراراً لسياسة فنلندا الأمنية الجديدة بعد انضمامها لحلف الناتو، حيث تسارع هلسنكي لتعزيز دفاعاتها الحدودية amid تصاعد التوترات بين الغرب وروسيا.
يذكر أن فنلندا أنهت تقليدياً سياسة الحياد العسكري التي اتبعتها لعقود، وانضمت إلى حلف الناتو في أبريل 2023، في خطوة وصفتها موسكو بأنها “تهديد لأمنها القومي”. ومنذ ذلك الحين، تشهد العلاقات الفنلندية الروسية توتراً متصاعداً أدى إلى إغلاق معظم المعابر الحدودية بين البلدين.
ختاماً، يمثل بناء السياج الحدودي علامة جديدة على تغير المشهد الجيوسياسي في شمال أوروبا، حيث تتحول الحدود التي كانت رمزاً للتعاون والجوار الودي إلى خط front جديد في المواجهة بين الغرب وروسيا.