ميلانو – (رياليست عربي): أصبحت إيطاليا هذا العام واحدة من الوجهات المفضلة للأثرياء في أوروبا، حيث تشير تقديرات شركة Henley & Partners إلى أن نحو 3600 شخص من ذوي الثروات الكبيرة انتقلوا للإقامة في البلاد حتى الآن. ويعود ذلك إلى النظام الضريبي الذي أُدخل عام 2017، والذي يفرض ضريبة موحّدة على الدخل الخارجي بقيمة 200 ألف يورو سنوياً، ما يجعل البلاد أكثر جاذبية مقارنةً بدول أخرى تفرض ضرائب أشد صرامة.
وشملت الأسماء البارزة التي استقرت في إيطاليا مؤخراً رجل الأعمال المصري ناصف ساويرس، أغنى رجل في مصر وأحد مالكي نادي أستون فيلا، إضافة إلى ريتشارد غنوده، نائب رئيس بنك «غولدمان ساكس».
وقد ساهم هذا التدفق في ارتفاع أسعار العقارات في مناطق مثل بحيرة كومو وتوسكانا والريفيرا الإيطالية، بينما ارتفعت أسعار العقارات في ميلانو وحدها بنسبة 49% منذ 2017. وتتوقع شركة Knight Frank أن يسجل سوق العقارات الفاخرة في المدينة نمواً إضافياً بنسبة 3,5% في عام 2025.
ويرى الوسطاء العقاريون أن الأثرياء يشترون العقارات في إيطاليا بدافع «الذوق ونمط الحياة» أكثر من اعتبارات الاستثمار التقليدية، فيما تستفيد قطاعات الضيافة والخدمات والتمويل من التدفق المتزايد لرؤوس الأموال.
لكن الانتقادات تتصاعد أيضاً، إذ يحذر خبراء من تفاقم فجوة الثراء، حيث إن العائدات الضريبية من هذا النظام ضئيلة مقارنةً بحجم عجز الميزانية، بينما يتركز معظم النشاط الاقتصادي في مناطق محدودة. ومع ذلك، يؤكد أصحاب الأعمال أن الطفرة في الاستثمارات تخلق فرص عمل جديدة وتعزز حيوية الاقتصاد المحلي.