إنجامينا (رياليست عربي). 10 أيام تعد هي الأبرز في تاريخ تشاد الحديث، حيث غيّر مقتل الرئيس التشادي إدريس ديبي المشهد وخلط الحسابات وأعاد مشاهد الصراعات الدامية إلى الواجهة من جديد، طبقاً لموقع قناة الجزيرة
.إن دخول المعارضة التشادية في نزاع مسلح ليس جديداً، لكنه تميز مؤخراً بأن الفصائل كانت أكثر عدداً وجودة ونوعية التسليح الذي مكّنها من التوغل إلى العمق، على الرغم من توفر سلاح الطيران وانكشاف الطبيعة الصحراوية التي تعطي ميزة للطيران الحر
أنقذت فرنسا الراحل ديبي بالتدخل المباشر مرتين: الأولى في 2008، عندما دقت دبابات المعارضة أبواب القصر الرئاسي، ودحرت المتمردين وشتتت قوتهم. والمرة الثانية في 2019 عندما توغلت المعارضة من الحدود الشمالية وقصفتها لثلاثة أيام متتالية، ودمرت كامل القوة العسكرية للمعارضة، لكنها لم تتحرك هذه المرة لإنقاذ حليفها ديبي، على الرغم من توفر المعلومات عبر رصد الأقمار الصناعية، وهو ما فتح أبواباً لأسئلة كثيرة واستفهامات تشير ربما إلى رغبة فرنسية في إنهاء حقبة ديبي
.لكن ماذا يعني ذلك؟ هذا يعني أنه مع رحيل ديبي فرنسا ستجد نفسها أمام تحديات صعبة لضمان استمرار دور تشاد في محاربة الجماعات المتشددة في الساحل الأفريقي
هذا الحدث ليس حدثاً عابراً، لقد فتح الأبواب أمام احتمالات كثيرة، لعل أبرزها كيفية توازن القوى ما بعد مرحلة ديبي، في ظل تنامي النفوذ الدولي في أفريقيا وفي مقدمتهم الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا والصين، زد على ذلك دخول الإمارات العربية المتحدة، وقبلها قطر
من هنا، إن الحالة السياسية اليوم في تشاد بحاجة الاتحاد الأفريقي للمساعدة في إحداث الانتقال السلمي للحياة السياسية، وإتاحة الفرص للجميع سواء بسواء، لقطع الطريق على القوى الدولية التي قد تدخل البلاد في أتون صراعات لا نهاية له