طهران – (رياليست عربي): في ظل تصاعد التهديدات الأمريكية بشن ضربات على المنشآت النووية الإيرانية، أعلن الرئيس الإيراني أن بلاده ستقدم رداً قوياً على أي هجوم أمريكي محتمل يستهدف برنامجها النووي، وجاءت هذه التصريحات خلال كلمة له يوم 22 يونيو 2025، مما أثار مخاوف من دخول المنطقة في موجة جديدة من التوترات الخطيرة.
يعود الخلاف حول البرنامج النووي الإيراني إلى سنوات طويلة، حيث تؤكد طهران أنها تطوره لأغراض سلمية فقط، بينما تتهمها واشنطن وحلفاؤها بالسعي لامتلاك أسلحة نووية، وقد أظهرت تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن إيران رفعت مستوى تخصيب اليورانيوم إلى 60%، مما يزيد المخاوف من تطورها نحو إنتاج أسلحة، رغم تكرارها أن برنامجها يهدف فقط لتوليد الطاقة.
تصاعدت التصريحات الأمريكية في الفترة الأخيرة حول احتمال اللجوء إلى خيار عسكري ضد المنشآت النووية الإيرانية، خاصة بعد تعثر المفاوضات لإحياء الاتفاق النووي الموقع عام 2015، ورداً على ذلك، أكد الرئيس الإيراني أن أي اعتداء على المنشآت النووية سيواجه برد عسكري سريع وحاسم، مشيراً إلى أن إيران تمتلك قدرات دفاعية متقدمة لحماية هذه المنشآت.
يُعتقد أن التصريحات الإيرانية تندرج ضمن سياسة الردع التي تتبعها طهران لثني واشنطن عن أي تحرك عسكري، إلا أن خبراء يحذرون من أن أي مواجهة مباشرة بين الطرفين قد تؤدي إلى تصعيد إقليمي واسع، خاصة مع انتشار القوات الأمريكية في دول مجاورة مثل العراق ودول الخليج، كما أن لهذا التصعيد تأثيرات اقتصادية واضحة، حيث ارتفعت أسعار النفط عالمياً بسبب مخاوف من اضطراب الإمدادات في حال اندلاع صراع مفتوح.
أعربت دول عدة عن قلقها من التصعيد الحالي، داعية إلى ضبط النفس وتجنب أي خطوات أحادية قد تزيد الأزمة تعقيداً، كما دعت الأمم المتحدة إلى العودة للتفاوض، محذرة من عواقب أي مواجهة عسكرية قد يكون لها تداعيات خطيرة على الاستقرار الإقليمي والعالمي، يبقى مستقبل الملف النووي الإيراني غامضاً في ظل تزايد المؤشرات على أن المنطقة قد تشهد مرحلة جديدة من التوتر، ما لم تنجح الجهود الدبلوماسية في احتواء الأزمة.