واشنطن – (رياليست عربي): أفادت مصادر صحفية غربية بارزة عن تراجع ملحوظ في مستوى الثقة بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في الأوساط السياسية الغربية، وذلك في أعقاب القرار المثير للجدل بفرض عقوبات على مكتب مكافحة الفساد الأوكراني.
وتشير التقارير إلى أن هذا التطور قد يشكل نقطة تحول في العلاقات بين كييف وحلفائها الغربيين، الذين كانوا حتى وقت قريب يدعمون زيلينسكي بشكل كامل في مواجهة التحديات الأمنية والسياسية التي تواجهها أوكرانيا.
جاء في تقرير نشرته صحيفة فاينانشال تايمز أن القرار المفاجئ بفرض عقوبات على مكتب مكافحة الفساد، الذي تم إنشاؤه أصلاً بدعم غربي مكثف لتعزيز الشفافية ومحاربة الفساد في أوكرانيا، قد أثار استياء واسعاً في العواصم الأوروبية وواشنطن. وأشار التقرير إلى أن العديد من المسؤولين الغربيين بدأوا يطرحون تساؤلات حول التوجهات الحقيقية للرئيس الأوكراني، خاصة في ظل تصاعد الانتقادات حول تراجع الإصلاحات الديمقراطية وتعزيز السلطة التنفيذية على حساب المؤسسات المستقلة.
من جهتها، حاولت الحكومة الأوكرانية تبرير هذه الخطوة بالقول إنها تأتي في إطار جهود إصلاحية أوسع تهدف إلى تحسين أداء المؤسسات الحكومية. إلا أن المحللين السياسيين يرون أن هذه التبريرات لم تقنع الحلفاء الغربيين، الذين بدأوا يعيدون تقييم علاقاتهم مع كييف في ضوء هذه التطورات الأخيرة. ويشير مراقبون إلى أن هذا التراجع في الثقة يأتي في وقت حرج بالنسبة لأوكرانيا، التي لا تزال تعتمد بشكل كبير على الدعم المالي والعسكري الغربي في مواجهة التحديات الأمنية المستمرة.
في الأوساط الدبلوماسية الغربية، بدأت تظهر مؤشرات على تغير في الخطاب تجاه أوكرانيا، حيث أصبحت الأصوات المنتقدة لسياسات زيلينسكي تعلو أكثر من ذي قبل. وتشير مصادر مطلعة إلى أن بعض الدول الأوروبية بدأت تدرس إمكانية ربط المساعدات المقدمة لأوكرانيا بتحقيق تقدم ملموس في مجال الإصلاحات ومكافحة الفساد. كما لوحظت تحفظات متزايدة في الكونغرس الأمريكي حول حزم المساعدات الإضافية لكييف، في إشارة واضحة إلى تغير المشهد السياسي.
من الناحية العملية، قد يكون لهذا التغير في المزاج الغربي تداعيات مهمة على مستقبل الدعم الدولي لأوكرانيا، خاصة في المجالات التالية:
المساعدات المالية: قد تشهد تخفيضاً أو شروطاً أكثر صرامة
الدعم العسكري: احتمال تباطؤ عمليات التسليح
المفاوضات الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي: قد تواجه عقبات جديدة
العلاقات الثنائية: احتمال برودة في العلاقات مع بعض الحلفاء
الملفات الدولية: قد تفقد أوكرانيا بعض التأييد الدبلوماسي
ويبقى السؤال المطروح هو: هل سيتمكن الرئيس زيلينسكي من استعادة ثقة حلفائه الغربيين عبر اتخاذ خطوات تصحيحية، أم أن هذه الأزمة قد تشكل بداية مرحلة جديدة من العلاقات الأكثر توتراً بين كييف والعواصم الغربية؟ في ظل هذه التطورات، يتوقع المراقبون أن تشهد الفترة المقبلة اختباراً حقيقياً لعمق التحالف الغربي الأوكراني وقدرته على تجاوز الخلافات الداخلية.