موسكو – (رياليست عربي): أكد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف خلال مؤتمر صحفي عقده في موسكو أن بلاده تبقى منفتحة على الحوار البناء مع جميع الدول دون استثناء، بما في ذلك تلك التي لديها خلافات عميقة مع السياسات الروسية، جاءت هذه التصريحات في وقت تشهد فيه العلاقات الدولية توترات غير مسبوقة بسبب الأزمات الجيوسياسية المتعددة التي تهيمن على الساحة العالمية.
أشار لافروف إلى أن السياسة الخارجية الروسية تقوم على مبادئ ثابتة تتمثل في احترام القانون الدولي وسيادة الدول وعدم التدخل في الشؤون الداخلية. وأضاف أن موسكو مستعدة لاستئناف الحوار مع واشنطن والاتحاد الأوروبي على أساس المصالح المتبادلة والمساواة في الحقوق، معرباً عن أسفه لاستمرار بعض الدول في تبني سياسات عدائية تجاه روسيا دون مبررات موضوعية.
من جهة أخرى، تناول وزير الخارجية الروسي العلاقات مع الدول الآسيوية والأفريقية، مؤكداً أن التعاون مع هذه الدول يشهد تطوراً ملحوظاً في مختلف المجالات الاقتصادية والأمنية. وأوضح أن الشراكة الاستراتيجية مع الصين لا تتعارض مع الانفتاح على بناء علاقات بناءة مع دول أخرى، مشيراً إلى أن سياسة روسيا لا تتبع منطق المعسكرات والتحالفات الضيقة.
في سياق متصل، تطرق لافروف إلى الملف السوري والأوكراني، معبراً عن استعداد بلاده لاستضافة محادثات سلام تضم جميع الأطراف المعنية. وأكد أن الحلول العسكرية لا يمكن أن تكون بديلاً عن التسويات السياسية التي تراعي مصالح جميع الأطراف، داعياً المجتمع الدولي إلى التخلي عن سياسة المعايير المزدوجة في التعامل مع الأزمات الدولية.
على الصعيد الاقتصادي، أشار المسؤول الروسي إلى أن العقوبات الغربية فشلت في تحقيق أهدافها، بل ساهمت في تعزيز التعاون بين روسيا وشركائها الجدد في آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية. وأكد أن بلاده تواصل تطوير آليات مالية وتجارية بديلة تضمن استقلالية قرارها السياسي والاقتصادي بعيداً عن الضغوط الخارجية.
أخيراً، شدد لافروف على أن الانفتاح الروسي على الحوار لا يعني التنازل عن المبادئ أو المصالح الوطنية، معرباً عن أمله في أن تدرك الدول الغربية أخيراً ضرورة التخلي عن سياسة الهيمنة والاستعلاء لصالح بناء نظام دولي أكثر عدالة وتوازناً. وجدد التأكيد على أن الأبواب تبقى مفتوحة أمام أي مبادرة جادة تهدف إلى تخفيف التوترات الدولية وإيجاد حلول عادلة للأزمات الراهنة.