واشنطن – (رياليست عربي): أفادت تقارير إخبارية حديثة عن تراجع كبير في مخزون الولايات المتحدة من صواريخ “ثاد” المتطورة المضادة للصواريخ الباليستية، وذلك نتيجة للاستخدام المكثف لهذه المنظومة في مواجهة التهديدات الصاروخية الإيرانية في المنطقة. وكشفت شبكة “سي إن إن” الأمريكية عن أن هذا النقص يثير مخاوف الجيش الأمريكي من عدم قدرته على مواصلة توفير الحماية الكافية للقواعد العسكرية الأمريكية وحلفائها في الشرق الأوسط في حال تصاعد التوترات مع إيران.
تشير البيانات إلى أن منظومة “ثاد” التي تعتبر أحد أهم أنظمة الدفاع الصاروخي الأمريكية قد شهدت استنزافاً كبيراً لذخيرتها خلال الأشهر الماضية، حيث تم إطلاق عشرات الصواريخ الاعتراضية لمواجهة الهجمات الصاروخية التي تنفذها الميليشيات المدعومة من إيران في العراق وسوريا واليمن. هذا الاستخدام المكثف أدى إلى انخفاض كبير في المخزون الاستراتيجي لهذه الصواريخ التي تتطلب وقتاً طويلاً لإنتاجها وتكلف ملايين الدولارات لكل صاروخ.
من جهتها، تحاول وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون” معالجة هذه الأزمة من خلال تسريع عمليات إنتاج الصواريخ البديلة وزيادة الطلبيات من الشركات المصنعة. إلا أن الخبراء العسكريين يحذرون من أن عملية إعادة بناء المخزون قد تستغرق سنوات، خاصة في ظل الطلب المتزايد على هذه الأنظمة من قبل حلفاء الولايات المتحدة في مختلف أنحاء العالم الذين يسعون إلى تعزيز دفاعاتهم الصاروخية في مواجهة التهديدات المتزايدة.
في السياق الإقليمي، يأتي هذا النقص في وقت تشهد فيه المنطقة تصاعداً ملحوظاً في القدرات الصاروخية الإيرانية والميليشيات التابعة لها، مما يثير مخاوف من عدم توازن القوى في مجال الدفاع الصاروخي. وتشير تقارير استخباراتية إلى أن إيران قد تكون على علم بهذا الضعف الأمريكي، مما قد يشجعها على زيادة الضغوط عبر وكلائها في المنطقة.
على الصعيد الاستراتيجي، يبرز هذا التطور عدة تحديات أمام السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط، حيث أن الاعتماد المفرط على منظومة “ثاد” كرادع رئيسي ضد التهديدات الصاروخية الإيرانية قد يكون غير مستدام في المدى المتوسط. كما يثير تساؤلات حول جدوى الاستراتيجية الحالية التي تعتمد على اعتراض الصواريخ بعد إطلاقها بدلاً من العمل على منع إطلاقها من الأساس من خلال حلول دبلوماسية أو ضغوط اقتصادية.
وبينما تواصل الولايات المتحدة جهودها لإعادة بناء مخزونها الصاروخي، يبقى السؤال المطروح هو: هل ستتمكن واشنطن من الحفاظ على توازن القوى في المنطقة في ظل هذا النقص الحاد في الذخائر، أم أن هذا التطور قد يشكل نقطة تحول في الصراع الخفي مع إيران وإمكانيات ردعها في الشرق الأوسط؟