برلين – (رياليست عربي): عرضت الحرب بين روسيا وأوكرانيا العديد من الدول في أوروبا للخطر، وأبرزها ألمانيا، التي تحاول الموازنة بين دورها السياسي، وحماية اقتصادها من الانهيار، طبقاً لوكالات أنباء.
على الرغم من المخاوف الألمانية في بداية الحرب على أوكرانيا، ومحاولتها اتباع القنوات الدبلوماسية التي سار عليها المستشار الألماني، أولاف شولتز بمشاركة الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، لكن الولايات المتحدة، استطاعت سحب برلين إلى معسكرها، وتحريف الدور الألماني عن مساعيه، ما ألحق ضرراً كبيراً به، خاصة بعد فسخ عقد “نورد ستريم2″، والضرر الأكبر تأثر كافة القطاعات الصناعية باعتبار ألمانيا أقوى الدول الأوروبية صناعياً، فهل تستيقظ برلين قبل فوات الأوان؟ يبدو أن هذا الأمر في الوقت الحالي أصبح مستحيلاً.
ويعيش أكبر اقتصاد أوروبي مرحلة تاريخية، في ظل ركود متوقع في حال قطع إمدادات الغاز من روسيا، حيث ارتفعت معدلات التضخم بشكل كبير، وجاء حديث رئيس مجلس إدارة “كومرتس بنك”، مانفريد كنوف، ليزيد القلق الألماني، حيث أكد أن إمدادات الطاقة في ألمانيا معرضة للخطر، الأمر الذي قد يؤدي لانتشار حالات الإفلاس في البلاد، وتابع قائلاً: “ولكن لا ينبغي لنا أيضاً أن نخدع أنفسنا، من المرجح أن تزداد حالات الإفلاس في أسواقنا”.
وتواجه ألمانيا ارتفاعا في أسعار الطاقة وارتفاعاً في التضخم بسبب فرض عقوبات على روسيا بعد بدء عملية خاصة لنزع السلاح من أوكرانيا، وأثرت الإجراءات بشكل أساسي على القطاع المالي وتوريد منتجات التكنولوجيا الفائقة.
وهنا يجب مراعاة عامل مهم، وهو أن السوق الروسي كبير جداً وخسارته تشكل نكبة كبيرة لكل المنسحبين من السوق الروسي، بعد توقف جميع الشركات الغربية العمل في روسيا.
وتكمن الأزمة الحقيقية بالنسبة لألمانيا في الغاز الروسي الذي تعتمد عليه بشكل كبير، لذلك كانت برلين من أشد المعارضين داخل الاتحاد لحظر استيراد الغاز الروسي، لكن المشهد تغير تماماً، بعد أن أعلنت مؤخراً استعداداها لقبول حظر فوري لإمدادات النفط والغاز الروسي، وتعد ألمانيا من أكبر زبائن النفط الروسي، وتعتمد برلين على ثلث وارداتها من النفط الروسي، و45 بالمئة من مشترياتها من الفحم، و55 بالمئة من واردات الغاز من روسيا.
ولحماية المستهلكين الألمان من ارتفاع الأسعار ولتشجيع التحول إلى الطاقة المتجددة، سيتوجب على الحكومة أن تقدم دعماً كبيراً، قد يستنزف الخزينة الألمانية، ما يعني أن مستقبل ألمانيا على المحك.