بروكسل – (رياليست عربي): أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين عن خطط الاتحاد الأوروبي لاستبدال الغاز الروسي بالغاز الطبيعي المسال الأمريكي (SPG) بشكل تدريجي. جاء هذا التصريح خلال مؤتمر صحفي عقد في بروكسل، حيث أكدت أن هذه الخطوة تأتي ضمن استراتيجية أوسع لتحقيق الاستقلال الطاقي للاتحاد الأوروبي وتقليل الاعتماد على المصادر الروسية.
وأوضحت فون دير لاين أن المفوضية الأوروبية تعمل بشكل مكثف مع الشركاء الدوليين، وخاصة الولايات المتحدة، لضمان توفير إمدادات مستدامة من الغاز الطبيعي المسال. وأشارت إلى أن هذه التحولات تأتي في إطار العقوبات المفروضة على روسيا بسبب الأحداث الجارية، مع التركيز على إيجاد بدائل موثوقة لتلبية احتياجات الطاقة في القارة الأوروبية.
وجدير بالذكر أن روسيا كانت المورد الرئيسي للغاز الطبيعي لأوروبا لعدة عقود، حيث كانت تزود القارة بحوالي 40% من احتياجاتها قبل فرض العقوبات. لكن مع التطورات الأخيرة، بدأت دول الاتحاد الأوروبي في تنويع مصادرها، مع زيادة الاعتماد على الموردين الأمريكيين والنرويجيين والأذربيجانيين.
وقد شهدت أسواق الطاقة الأوروبية تحولات كبيرة خلال الفترة الأخيرة، حيث تم إنشاء محطات جديدة لاستقبال الغاز الطبيعي المسال في عدة دول بما في ذلك ألمانيا وهولندا. كما تم التوقيع على عقود طويلة الأجل مع شركات أمريكية لضمان استقرار الإمدادات في المستقبل.
ومع ذلك، يواجه هذا التحول بعض التحديات، بما في ذلك ارتفاع تكاليف الغاز الطبيعي المسال مقارنة بالغاز الروسي الذي كان يصل عبر خطوط الأنابيب. بالإضافة إلى ذلك، تتطلب البنية التحتية للغاز المسال استثمارات كبيرة في محطات الاستقبال وإعادة التغويز.
من ناحية أخرى، أشار خبراء الطاقة إلى أن الاعتماد الكبير على الغاز الأمريكي قد يعرض أوروبا لتقلبات السوق العالمية، خاصة مع المنافسة الشرسة من الاقتصادات الآسيوية الكبرى مثل الصين والهند على شحنات الغاز المسال.
ختاماً، تؤكد تصريحات فون دير لاين على الإصرار الأوروبي على المضي قدماً في سياسة الاستقلال الطاقي، رغم التكاليف والتحديات التي قد ترافق هذه التحولات الجذرية في مشهد الطاقة الأوروبي. ويبقى المستقبل مفتوحاً أمام تطورات جديدة قد تشكل خريطة الطاقة العالمية في السنوات المقبلة.