موسكو – (رياليست عربي): في خطوة تعكس تعميق التعاون الاقتصادي بين الكتل الإقليمية، وقّع الاتحاد الاقتصادي الأوراسي (EAEU) وإيران اتفاقية تجارية تهدف إلى فتح آفاق جديدة لتعزيز التبادل التجاري، وخاصةً الصادرات الروسية. يأتي هذا الاتفاق في إطار الجهود المشتركة لتعزيز التكامل الاقتصادي وتجاوز العقبات التي فرضتها العقوبات الغربية، مما يعزز فرص النمو للدول الأعضاء في الاتحاد.
تتمثل أبرز ملامح هذه الاتفاقية في إزالة الحواجز الجمركية على عدد كبير من السلع، مما سيسهل تدفق البضائع بين الجانبين. ومن المتوقع أن تستفيد روسيا بشكل خاص من هذه الخطوة، حيث ستحصل على فرص أكبر لتصدير المنتجات الزراعية والصناعية إلى السوق الإيرانية، التي تشهد طلبًا متزايدًا على المواد الغذائية والمواد الخام. بالإضافة إلى ذلك، ستسمح الاتفاقية بتعزيز التعاون في مجالات الطاقة والنقل والاستثمار المشترك، مما يعزز الروابط الاستراتيجية بين موسكو وطهران.
من الناحية الجيوسياسية، يُعتبر هذا التعاون خطوة مهمة نحو تعزيز التعددية القطبية في النظام الاقتصادي العالمي، حيث يسعى الاتحاد الأوراسي وإيران إلى تقليل الاعتماد على الاقتصادات الغربية وتعزيز الشراكات مع القوى الناشئة. كما أن هذه الخطوة تفتح الباب أمام مزيد من التنسيق بين الدول الأعضاء في الاتحاد لتعزيز مكانتها كفاعل رئيسي في التجارة الإقليمية.
على الصعيد العملي، من المتوقع أن تشهد الفترة المقبلة زيادة في حجم التبادل التجاري بين الجانبين، مع تركيز خاص على قطاعات مثل الحبوب والزيوت النباتية والمعدات الصناعية. كما أن الاتفاقية قد تمهد الطريق لمزيد من التفاهمات المستقبلية، لا سيما في مجال المدفوعات الثنائية باستخدام العملات المحلية، مما يقلل من الاعتماد على الدولار الأمريكي ويُعزز الاستقلال المالي.
باختصار، يمثل توقيع هذه الاتفاقية بين الاتحاد الاقتصادي الأوراسي وإيران نقلة نوعية في التعاون الاقتصادي الإقليمي، مع إمكانات كبيرة لتعزيز الصادرات الروسية وتوسيع نفوذ الكتلة الاقتصادية في منطقة الشرق الأوسط وآسيا، ومن المرجح أن تساهم هذه الخطوة في تعزيز النمو الاقتصادي وخلق فرص جديدة للشركات والقطاعات الإنتاجية في الدول الأعضاء.