لندن – (رياليست عربي). وجّه الرئيس التنفيذي لشركة إيلي ليلي الأميركية، ديف ريكس، انتقاداً حاداً لنظام تسعير الأدوية في بريطانيا، محذراً من أن البلاد قد تُحرم من أدوية مبتكرة واستثمارات جديدة إذا لم تُجرِ إصلاحات جذرية.
وفي مقابلة مع صحيفة «فايننشال تايمز»، وصف ريكس بريطانيا بأنها «ربما أسوأ دولة في أوروبا» من حيث أسعار الأدوية. وأضاف: «ما لم ترفع لندن الأسعار وتلغي آلية الخصم المفروضة على الأدوية ذات العلامات التجارية، فلن ترى الكثير من الأدوية الجديدة ولن تحصل على استثمارات تُذكر. هذا خيار بريطانيا، لكننا نتصرف بناءً عليه».
محور الخلاف هو برنامج التسعير الطوعي للأدوية ذات العلامات التجارية وإمكانية الوصول والنمو (VPAG)، الذي يهدف إلى ضبط إنفاق هيئة الصحة الوطنية. ويُلزم البرنامج شركات الأدوية بردّ جزء من عائداتها، وقد ارتفعت نسبة الخصم هذا العام إلى نحو 23% بعد تجاوز التكاليف التوقعات. واعتبر ريكس أن البرنامج «يعاقبنا على نجاحنا» داعياً إلى إلغائه.
الأزمة دفعت بالفعل عدداً من شركات الدواء الكبرى إلى تقليص وجودها في بريطانيا؛ إذ جمّدت إيلي ليلي مشروع حاضنة بيوتكنولوجية بقيمة 279 مليون جنيه إسترليني، فيما أوقفت ميرك وأسترازينيكا استثمارات مخططة، وهددت بريستول مايرز سكويب بعدم طرح علاج جديد للفصام.
التوتر تصاعد في أغسطس الماضي عندما رفعت «إيلي ليلي» سعر دواء التخسيس مونجارُو في السوق الخاصة البريطانية بنسبة وصلت إلى 170%، بعد ملاحظة سفر مرضى من باريس لشرائه بسعر أرخص في لندن. وقال ريكس: «هذا لا معنى له بالنسبة لنا».
وجاءت الانتقادات بالتزامن مع إعلان الشركة عن إنشاء مصنع بقيمة 6.5 مليار دولار في هيوستن بالولايات المتحدة. وأكد ريكس أن الاستثمار لا يرتبط بمهلة الرئيس الأميركي دونالد ترامب في 29 سبتمبر، التي تُلزم شركات الأدوية بتعهدات ملزمة لخفض أسعار الأدوية محلياً، لكنه أقرّ بأن فشل التوصل إلى اتفاق قد تكون له «عواقب يصعب قياسها»، تشمل دعاوى قضائية أو إجراءات تنظيمية.
ترامب دأب على القول إن الأميركيين «يدعمون بقية العالم» في تكاليف الدواء، مشيراً إلى الفوارق الكبيرة بين أسعار الولايات المتحدة وأسواق أخرى: «يدفعون 1300 أو 1200 دولار، ثم يذهبون إلى لندن ويدفعون 88 دولاراً»، قال ترامب هذا الأسبوع.
أسهم «إيلي ليلي» تراجعت بنحو 3% منذ بداية العام، فيما حذّرت الشركة في أغسطس من أن مطالب ترامب قد «تؤثر بشكل كبير على أعمالها».






