(رياليست عربي) – على عكس الصورة النمطية التي تربط النجاح بفيلا واسعة وسياج أبيض وغرف ضيوف عديدة، عاش الملياردير الأميركي تشارلي مانغر، الشريك الطويل الأمد لـ وارن بافيت في «بيركشاير هاثاواي»، في منزل متواضع بلوس أنجلوس طوال سبعة عقود، رغم ثروته الهائلة.
مانغر، الذي توفي العام الماضي عن 99 عاماً، أوضح أنّ قراره كان مقصوداً: «في كل حالة تقريباً، تجعل المنازل الكبيرة الشخص أقل سعادة، لا أكثر»، قال في مقابلة مع شبكة CNBC قبل أسابيع من رحيله، مستذكراً أصدقاءه الذين شيّدوا قصوراً ضخمة.
بخبرته السابقة كمحامٍ في قطاع العقارات، كان يعرف أن البيت المريح والبسيط يحسّن الحياة، لكنه رأى أن القصور لا تصلح إلا «لاستضافة مئة شخص دفعة واحدة»، وهو أسلوب حياة مكلف بلا فائدة حقيقية. كما اعتبر أن تربية الأطفال في قصر قد تزرع فيهم شعوراً بالعظمة بدلاً من المسؤولية.
رؤية مانغر تتعارض مع واقع سوق العقارات اليوم، حيث تدفع الأسعار المرتفعة ونقص المعروض كثيراً من العائلات إلى توسيع ميزانياتها من أجل مساحة أكبر. غير أنّ ارتفاع فوائد الرهن العقاري وتكاليف الصيانة يثبت أن التملّك الفاخر ليس دوماً طريقاً للسعادة.
فلسفة مانغر كانت واضحة: الاستقرار والبساطة أهم من الاستعراض، ورسالة حياته أن حتى المليارديرات يدركون أن القصور لا تضمن السعادة.






