واشنطن – (رياليست عربي): أصبح مسار التنافس بين الولايات المتحدة والصين في مختلف المجالات، من أهم اهتمامات مراكز الأبحاث في أنحاء العالم، فهذا التنافس رغم أنه شأن يهم الدولتين بالدرجة الأولى، يظل تأثيره ملموساً في معظم دول العالم، طبقاً لموقع “الإيكونوميست”.
ونُشر تقرير يتحدث عن المعايير النوعية ودراسات الحالة عن كيفية محاولة الصين ممارسة نفوذها في أنحاء العالم، وكيف يتعين أن يكون رد الولايات المتحدة على أنشطة الصين الساعية لتحقيق ذلك النفوذ.
وخلال العقدين الماضيين، تنامى دور الصين في المشهد الجغرافي السياسي، لا سيما نتيجة قوة الصين السياسية والاقتصادية المتزايدة. ومن ثم فإن القادة الأمريكيين يعتبرون الصين الآن منافسا استراتيجياً، يسعى لإنهاء النظام الليبرالي الدولي السائد منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. وتتمثل إحدى استراتيجيات الصين في تلك المنافسة في سعيها للتمتع بالنفوذ في دول العالم.
ومن أهم نتائج هذا الأمر هو أن القوة الاقتصادية المزدهرة للصين هي أساس نفوذها. وبالإضافة إلى ذلك، تعتبر قدرة بكين على استغلال الأحداث السياسية والاقتصادية والاجتماعية المحلية لصالحها عاملاً مهماً في جهودها لتحقيق النفوذ.
وإذا كان مغناطيس الصين الاقتصادي الهائل هو مركز الجاذبية لنفوذها، فإن قدرتها على الوصول إلى دول أخرى واستغلالها للتصورات والأحداث بفعالية هي الآلية الأساسية، ومن بين اكثر مصادر النفوذ الصيني فعالية تواصل الصين المستهدف، والسري غالباً، والمصحوب بحوافز اقتصادية أحياناً مع شخصيات معينة من القادة والنخب والمؤثرين على الرأي العام في الدول المستهدفة.
والصراع على التنافس هو أساساً غير عسكري في طابعه، لكن رد الفعل الجغرافي السياسي الأكثر عمومية تجاه القوة الصينية المتزايدة هو التحوط، وأنه رغم اتجاه التحوط السائد، ظل الاصطفاف الجغرافي السياسي العام للدول التي تم تقييمها لغرض هذه الدراسة إيجابيا للغاية بالنسبة للولايات المتحدة.
وخلص التقرير إلى دعوة الولايات المتحدة إلى أن تواصل عرض وعد قوي بتقديم المساعدات للدول التي يستهدفها نفوذ الصين، كما أن الحكومة الأمريكية في حاجة إلى أسلوب شامل لتفهم، ورصد ومواجهة برامج النفوذ الصيني التي تستهدف قادة أو نخب بوجه خاص.