القاهرة – (رياليست عربي): على قدم وساق، وضعت كافة الاستعدادات في مدينة شرم الشيخ، لاستقبال زعماء العالم من رؤساء وملوك، في القمة الخاصة باتفاقية الأمم المتحدة للمناخ، بالنيابة عن القارة الإفريقية، لتقدم مصر نفسها في مصاف الزعامة للقارة السمراء.
ووقعت مصر على اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ عام 1994، لتدخل بذلك في مصاف الدول التي تعمل جاهدة على مواجهة تحديات التغيرات المناخية الناتجة عن تضاعف كميات انبعاثات الغازات الدفيئة، ولتستمر في العمل بمبدأ المساواة في الحقوق والواجبات تجاه كوكب الأرض، والاختلاف في المسؤوليات النسبية تجاه الحفاظ على معدلات الانبعاثات والمساعدة في التقليل منها من خلال تطبيق الهدف السابع عشر من أهداف التنمية المستدامة.
وتبذل مصر جهوداً للتحول للاقتصاد الأخضر، وكذلك التعامل مع أهم المتغيرات العالمية بسبب ظاهرة التغير المناخي، حيث من المستهدف أن تبلغ تكلفة المشروعات الخضراء في خطة العام المالي 2022/ 2023 حوالي 336 مليار جنيه في مصر في وقت يتم فيه التركيز على مشروعات البنية التحتية التي تدعم الاقتصاد المستدام مثل مشروعات معالجة مياه الصرف، بالإضافة إلى مشروعات وسائل المواصلات الصديقة للبيئة كالمونوريل والقطار الكهربائي فائق السرعة.
وتهتم مصر مع استضافة القمة العالمية، بمحور التحول للطاقة المتجددة وزيادة مساهمتها من إجمالي الطاقة الكهربائية المولدة، ومنها مشروعات الهيدروجين الأخضر، وطاقة الرياح، والطاقة الشمسية.
ويذكر أن المنطقة الاقتصادية لقناة السويس تحولت إلى الوجهة الأولى لإنتاج الطاقة الخضراء في منطقة الشرق الأوسط، كذلك أصبحت مصر تتمتع بموقع القيادة بين الدول العربية في مشروعات إنتاج الهيدروجين، كما تتصدر مصر الدول العربية في مجال طاقتي الشمس والرياح، بما ساعد على تقدم ترتيب مصر ضمن أعلى 20 دولة في مؤشر جاذبية الدول للاستثمار في الطاقة المتجددة في 2021.
وأوضح أستاذ المناخ بجامعة الزقازيق في مصر د. علي قطب، أن تأهيل مصر لهذه الاستضافة، بتقديم صورتها كدولة تعمل على التحسن البيئي ومواجهة العوامل التي تؤدي إلى الإضرار المناخي، جاءت من خلال خطة الحكومة المصرية التي تنتج ما يتوائم مع الطاقة المتجددة وبالتالي تقلل نسب غازات الاحتباس الحراري .
وأشار “قطب” إلى أن مشروعات الحكومة المصرية تسير في اتجاه التحسن البيئي، بإنشاء المدن الجديدة من بينها العاصمة الإدارية، وهي مدن يراعى فيها عدم الإضرار بالبيئة، واستخدامات السيارات البديلة والطاقة الشمسية وطاقة الرياح، كل ذلك من طاقة متجددة وبديلة للطاقات المستخدمة التي تنتج غازات الكربون، يعتبر تأهيل لزعامة القاهرة للقارة الإفريقية لتكون مستضيفه للقمة القادمة .
وأوضح أن الدول الصناعية الكبرى أن لم تنتبه إلى إنتاج طاقات بديلة للطاقات التي تؤدي إلى انبعاثات كربونية سيكون هناك تأثير سلبي على العالم.
وبحسب خبراء في مجال البيئة والمناخ، تنتج الولايات المتحدة والصين معا، 60 % من الانبعاثات الكربونية في العالم، في حين أن الدول الإفريقية تنتج 4% فقط، لذلك على الدول الصناعية الكبرى أن يكون لها إسهامات في دعم الدول النامية بإسهامات كبيرة تكنولوجية ومالية في مواجهة التغيرات المناخية.