كييف – (رياليست عربي): جددت القوات الأوكرانية، اعتدائاتها على جمهورية دونيتسك الشعبية، في وقت هدد الرئيس الأوكراني، فلاديمير زيلينسكي، بالانسحاب من مذكرة بودابست، في خطوة قال عنها مراقبون إنها تهدف إلى لفت نظر العالم إلى كييف.
وفي التفاصيل، أطلقت القوات الأوكرانية 47 قذيفة بالمدفعية على جمهورية دونيتسك، بينما طالب الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، القائم بأعمال وزارة الطوارئ، ألكسندر تشوبريان، التوجه عاجلاً إلى روستوف الروسية، لتفقد استعدادات إيواء اللاجئين القادمين من إقليم دونباس.
ومع تصاعد حدة التصعيد الذي تشّعب بشكل كبير مؤخراً، قال الرئيس الأوكراني، إنه بصدد إعادة تقييم مذكرة بودابست، وأضاف أنه في حال لم تنعقد قمة للدول المشاركة في المذكرة، أو لم تقدم ضمانات أمنية لبلاده، فإن أوكرانيا ستعترف بعدم صلاحية الوثيقة وكل بنودها والتي تم التوقيع عليها خلال عام 1994.
وأضاف أن “عقد المشاورات من اختصاص وزراء الخارجية، إذا لم تحدث مرة أخرى أو إذا لم تكن هناك ضمانات للأمن لبلدنا نتيجة لها، فسيكون لأوكرانيا كل الحق في الاعتقاد بأن مذكرة بودابست غير صالحة، وسيتم التشكيك في جميع قراراتها”.
وتم توقيع مذكرة بودابست شهر ديسمبر/ كانون الأول من عام 1994، من قبل روسيا والولايات المتحدة وبريطانيا وأوكرانيا، وتنص على تقديم ضمانات لأمن ووحدة الأراضي الأوكرانية مقابل تخلي كييف عن الأسلحة النووية.
الخبير العسكري، فيكتور بارانيتس، رأى أن تهديدات الرئيس الأوكراني بالانسحاب من المذكرة، سببها محاولته لفت العالم إلى أوكرانيا، وأضاف أن “الزعيم الأوكراني يخيف العالم من أجل لفت الانتباه إلى أن البلاد تمر بأزمة اقتصادية خانقة”.
ووصف بانيتس خطوة زيلينسكي بالماكرة، التي تهدف إلى إكسابه المزيد من المؤيدين، كما قال المحلل العسكري.
ومع استمرار التصعيد الغربي ضد روسيا انطلاقاً من أوكرانيا، برزت إلى الزاجهة أزمة جديدة تتعلق باستهداف كييف لأراضي جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين المعلنتين من جانب واحد، وهو ما ينتهك اتفاق وقف إطلاق النار المبرم سابقاً.
ويرى مراقبون أنه كلما طال أمد التصعيد، كلما تشعبت الأمور أكثر، في وقت حذروا فيه من أن استمرار الوضع على ما هو عليه قد يؤدي بالفعل إلى الحرب كحل وحيد في نهاية المطاف، رغم أن خيار الحرب ليس وارداً أبداً حتى اليوم.