موسكو – (رياليست عربي): رد ديمتري ميدفيديف، نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، على تصريحات رئيس الوزراء الهولندي مارك روته التي اتهم فيها روسيا والصين بتهديد الأمن العالمي، عندما جاءت هذه التصريحات خلال قمة الناتو الأخيرة في واشنطن، حيث حذر روته من “الخطر الروسي الصيني” على السلم الدولي.
ميدفيديف، المعروف بخطابه الحاد، وصف تصريحات روته بأنها “أوهام سياسية لا أساس لها”، مؤكداً أن روسيا لم تكن يوماً مصدر تهديد لأوروبا، بل إن توسع الناتو شرقاً هو ما يخلق بؤر توتر جديدة. وأضاف أن “الغرب يبحث عن عدو وهمي لتحقيق أهدافه الجيوسياسية”.
هذه التصريحات تأتي في وقت تشهد فيه العلاقات بين روسيا والغرب توتراً غير مسبوق منذ الحرب الباردة، خاصة مع استمرار الأزمة الأوكرانية وتصاعد الحديث عن احتمال انضمام أوكرانيا إلى الناتو، محللون سياسيون يرون أن خطاب روته يعكس استراتيجية الناتو الجديدة لخلق تحالف غربي موحد ضد ما يسمى “التهديد الشرقي”.
من جهة أخرى، تشير تقارير استخباراتية غربية إلى أن روسيا تعزز تعاونها العسكري والتكنولوجي مع الصين، وهو ما يثير مخاوف حلف الناتو من تشكل محور موسكو-بكين المنافس، لكن خبراء روس ينفون هذه المزاعم، ويؤكدون أن التعاون بين البلدين يقتصر على المجالات الاقتصادية والأمنية المشتركة.
وفي سياق متصل، كشفت مصادر دبلوماسية أن اجتماعات سرية جرت مؤخراً بين مسؤولين روس وأوروبيين في العاصمة النرويجية أوسلو، في محاولة لاحتواء الأزمة المتصاعدة. إلا أن هذه الجهود تبدو هشة في ظل استمرار التصريحات الاستفزازية من الجانبين.
يذكر أن هذه المواجهة اللفظية تأتي قبل أيام قليلة من انعقاد القمة الروسية-الصينية في طشقند، حيث من المتوقع أن تعلن الدولتان عن مبادرات جديدة لتعزيز التعاون الثنائي في مواجهة العقوبات الغربية، مراقبون يرون أن العالم يشهد تشكل نظام دولي جديد متعدد الأقطاب، مع تراجع النفوذ الأمريكي التقليدي وصعود قوى جديدة.