القاهرة – (رياليست عربي): منذ اندلاع الأزمة بين روسيا وأوكرانيا على خلفية تهرب كييف من تنفيذ بنود اتفاقية مينسك، تبنى الإعلام الخليجي أجندة معادية بشكل واضح ضد روسيا، وعمد للنقل عن وسائل الإعلام الأمريكية التي صنعت الحرب في الخيال الافتراضي عبر منصاتها الإخبارية على شبكة الانترنت.
وخلال الأسابيع الماضية، بالمخالفة لأجندة الأنظمة الخليجية التي رفضت الانحياز للطرف الأمريكي في هذه المعركة الوهمية، ذهب الإعلام في دول التعاون إلى جبهة مضادة لمصالح العواصم الممولة.
وعندما يشاهد المتابع نشرات الأخبار الخليجية، يستشعر صدورها من من العاصمة الأمريكية “واشنطن”، فيما يتعلق بتغطية تداعيات الأزمة الروسية – الأوكرانية.
وجندت هذه المحطات شبكة مراسلين لها من موقع الحدث، في الداخل الأوكراني، بهدف الترويج لوجهة النظر الأمريكية المحرضة على فخ الحرب، اللافت بشدة في تغطياتهم تعمدهم بشكل واضح تجاهل ما يصدر عن موسكو فيما يتعلق بنفي نظرية الحرب في هذا الملف الذي بات حديث العالم، بعدما تمكن الإعلام الأمريكي من ترويج نظريات الحرب وتحديد موعد انطلاقها كأنها نزهة.
ففي السعودية، شبكة تلفزيون العربية كان لها الحظ الأوفر في هذه المنافسة حيث وفرت تمويل ضخم لسفر مراسلين كافية لتمويل حرب صغرى.
ومن الفضائيات إلى الصحف السعودية المتمددة إقليمياً، كصحيفة الشرق الأوسط، التي تتعامل مع روسيا بطريقة تشبه تغطيتها للأحداث في سوريا، لدرجة وصف الصحيفة في العنوان الرئيسي بأحد أعدادها الجيش الروسي بـ “جيش بوتين”.
عدد الأحد الماضي من الصحيفة الصادر في 20 فبراير/ شباط ، كان كاشفاً لحد كبير للسياسة التحريرية المتبنية لترويج أجندة واشنطن عن الحرب التي صنعتها من وحي خيالها على لسان مسؤوليها وصفحات منصاتها الإعلامية المختلفة.
وعلى صدر الصفحة الأولى كتبت الشرق الأوسط تحت عنوان : “أوكرانيا على نار الذرائع والمناورات والعقوبات”، إلى جانب إجراء حوار مع سفير كييف في لندن، ولم تنتهِ الصفحة الأولى عند هذا الحد بل امتدت خيالات الحرب لزعم انقسام الروس بين القوة العظمة والدولة الطبيعية.
وعلى امتداد الخليج العربي، لم تكن الجزيرة القطرية أفضل حالاً، ومارست التغطية الملونة للأزمة من خلال منح مساحات ضيقة للضيوف الروس لتوضيح مجريات الأحداث، وترك البث مفتوحاً بدون توقيتات أمام الضيوف من أمريكا والدول الغربية لترويج نظرياتهم حول الحرب وعدوانية روسيا.
سقط الإعلام الخليجي بامتياز في اختبار المصالح الخارجية للدول الراعية، على غرار قضايا مصيرية داخلية أثبتت وسائل الإعلام العربية تغريدها خارج السرب بطريقة لافتة ضد مصالح شعوبها.
المفارقة في الأمر والتي انعكست على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، الذي كشف بطريقة لا تخطئها العين، مدى وعي المواطن العربي بالقضية والسخرية من تحديد الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن موعد الحرب، وخلال احتفالات الفالنتاين انهالت التعليقات الساخرة حينما حدد الجانب الأمريكي يوم الـ 15 من فبراير/ شباط موعداً لها، وجاءت أبرز التغريدات تحت عنوان “بوتين ينتظر الفالنتاين لغزو أوكرانيا”.
خاص وكالة رياليست.