موسكو – (رياليست عربي): تشهد العلاقات بين إسرائيل وإيران توتراً متصاعداً بعد انهيار هدنة غير معلنة بين البلدين خلال 24 ساعة فقط من الاتفاق عليها. وفقاً لتقارير إعلامية دولية، يأتي هذا التصعيد في إطار الصراع المستمر بين الجانبين الذي يهدد بإشعال مواجهة إقليمية واسعة النطاق.
وكانت وساطات دولية قد نجحت في التوصل إلى اتفاق غير مكتوب لتهدئة الأوضاع بين إسرائيل وإيران بعد أشهر من التصعيد العسكري. شملت بنود الهدنة وقف الهجمات عبر الحدود غير المباشرة، خاصة تلك التي تنفذها وكلاء الطرفين في سوريا ولبنان. إلا أن هذه الاتفاقية لم تصمد طويلاً، حيث سارع الجانبان إلى تبادل الاتهامات بانتهاك شروط الهدنة.
من جهتها، اتهمت إسرائيل إيران بتسهيل هجمات صاروخية من حزب الله في جنوب لبنان، بينما نفت طهران أي تورط مباشر، مع تأكيدها على “حق المقاومة في الرد على الاحتلال”. في المقابل، كشفت تقارير استخباراتية غربية عن قيام إسرائيل بتنفيذ غارات على مواقع إيرانية في سوريا رغم الاتفاق على الهدنة.
يأتي هذا التصعيد في وقت تشهد فيه المنطقة موجة من التوترات المتزايدة، حيث يحذر خبراء من أن استمرار هذه الدورة من التصعيد والتهدئة يعكس غياب حل جذري للأزمة بين إسرائيل وإيران. كما يُعتقد أن أي مواجهة كبرى بين الطرفين قد تؤدي إلى حرب إقليمية تشمل وكلاء إيران في العراق واليمن.
في محاولة لاحتواء الأزمة، تبذل الأمم المتحدة جهوداً دبلوماسية مكثفة لفرض آليات مراقبة أكثر صرامة. كما تدرس بعض العواصم الأوروبية إمكانية إعادة تفعيل مفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل وإيران عبر وسيط خليجي أو روسي. من جانبها، تواصل الولايات المتحدة جهودها لتهدئة الموقف خشية تداعيات اقتصادية وأمنية على حلفائها في المنطقة.
يُذكر أن التصعيد الإسرائيلي الإيراني الأخير يأتي في ظل تصاعد الخطاب العدائي من الجانبين، مما يزيد من مخاوف اندلاع مواجهات أوسع في منطقة تعاني أصلاً من عدم الاستقرار. وتشير التحليلات إلى أن أي تطور في هذا الملف سيكون له انعكاسات كبيرة على الأمن الإقليمي والدولي.