القدس – (رياليست عربي): أعلنت القوات الإسرائيلية اليوم الأربعاء انتهاء سلسلة الضربات الجوية التي استهدفت مواقع في غرب إيران، في تصعيد عسكري بارز يأتي ضمن موجة التوترات المتزايدة في المنطقة. وفقاً لبيان صادر عن الجيش الإسرائيلي، شملت هذه العمليات قصف أهداف عسكرية وبني تحتية استراتيجية في محافظات كردستان وأذربيجان الغربية الإيرانية، حيث تعتقد إسرائيل بوجود منشآت مرتبطة بالبرنامج النووي الإيراني ووحدات من فيلق القدس التابع للحرس الثوري.
المصادر العسكرية الإسرائيلية ذكرت أن هذه الضربات جاءت رداً على ما وصفته بـ”التهديدات الإيرانية المتزايدة” ضد الأمن القومي الإسرائيلي، مشيرةً إلى أن العملية استهدفت بشكل خاص مواقع إطلاق الصواريخ وأنظمة الدفاع الجوي. من جهتها، نفت طهران أي أضرار جسيمة في منشآتها النووية، لكن شهود عيان أفادوا بسماع دوي انفجارات قوية ورؤية أعمدة دخان متصاعدة من عدة مواقع عسكرية في المنطقة.
هذا التصعيد يأتي في سياق متوتر تشهده المنطقة منذ أسابيع، حيث تشير تقارير استخباراتية غربية إلى أن إسرائيل قد تكون وراء سلسلة من العمليات ضد البرنامج النووي الإيراني خلال السنوات الأخيرة. المحللون العسكريون يلاحظون أن نمط الضربات الأخيرة يشبه عمليات سابقة نسبت لإسرائيل، مع تركيز واضح على تعطيل القدرات الصاروخية الإيرانية وتقويض تقدم برنامجها النووي.
ردود الفعل الدولية على هذه التطورات جاءت متباينة، حيث أدانت روسيا والصين هذه الضربات ووصفتها بانتهاك صارخ للسيادة الإيرانية، بينما امتنعت الولايات المتحدة عن إصدار إدانة واضحة، في إشارة قد تعكس تفهماً ضمنياً للعملية الإسرائيلية. من المتوقع أن تعقد جامعة الدول العربية ومجلس الأمن الدولي جلسات طارئة لمناقشة التطورات الأخيرة.
على الصعيد الإقليمي، تثير هذه الضربات تساؤلات حول احتمال رد إيراني مباشر، خاصة بعد التصريحات الأخيرة لمسؤولين إيرانيين الذين تعهدوا بالرد على أي اعتداء. الخبراء يحذرون من سيناريو تصعيدي واسع قد يشمل وكلاء إيران في المنطقة، مثل حزب الله في لبنان والميليشيات في العراق وسوريا، مما قد يفتح باب مواجهات متعددة الجبهات.
من الناحية الاستراتيجية، يرى مراقبون أن إسرائيل تسعى من خلال هذه الضربات إلى تحقيق عدة أهداف: تعطيل التقدم في البرنامج النووي الإيراني، وإرسال رسالة ردع واضحة، واستباق أي تهديدات محتملة قبل أن تصل طهران إلى نقطة اللاعودة في قدراتها النووية. ومع ذلك، يبقى السؤال الأكبر حول مدى فعالية هذه الضربات في تحقيق أهدافها طويلة المدى، خاصة في ظل قدرة إيران المثبتة على إعادة بناء وتطوير منشآتها.
الوضع الأمني في المنطقة يبقى متوتراً، مع استنفار القوات الإيرانية وتحذيرات من احتمال حدوث مواجهات مباشرة. الأسواق العالمية بدأت تتفاعل مع هذه التطورات، حيث شهدت أسعار النفط ارتفاعاً طفيفاً بسبب المخاوف من اضطراب الإمدادات إذا امتدت المواجهة إلى مضيق هرمز. المشهد السياسي والعسكري في المنطقة يبدو أكثر تعقيداً من أي وقت مضى، مع تزايد احتمالات المواجهة المباشرة بين إسرائيل وإيران بعد سنوات من الحرب بالوكالة.