موسكو – (رياليست عربي): شهدت العلاقات بين إسرائيل وإيران تصعيدًا خطيرًا في الفترة الأخيرة، مما أثار مخاوف دولية من انزلاق المنطقة نحو مواجهة شاملة، ووفقًا لتقارير إعلامية فإن الأحداث الأخيرة كشفت عن ديناميكيات جديدة في هذا الصراع الطويل الأمد، حيث لجأ الطرفان إلى أساليب غير مباشرة في المواجهة، مع تفادي الاصطدام المباشر الذي قد تكون نتائجه كارثية على المنطقة بأكملها.
أصل الصراع
يعود جذر الخلاف بين إسرائيل وإيران إلى عقود من العداء المتبادل، حيث تتهم تل أبيب طهران بدعم جماعات مسلحة معادية لها في لبنان وسوريا وغزة، بينما تعتبر إيران أن الوجود الإسرائيلي في المنطقة يشكل تهديدًا مباشرًا لأمنها ومصالحها. وقد اتخذ هذا الصراع أشكالًا متعددة، من الحروب بالوكالة إلى الهجمات السيبرانية واستهداف المنشآت النووية والتحريض على الاضطرابات الداخلية.
وقد أثار التصعيد الأخير ردود فعل متباينة من القوى الدولية، حيث أعلنت الولايات المتحدة دعمها الكامل لإسرائيل، بينما دعت روسيا إلى ضبط النفس وحل النزاعات عبر الحوار. كما حذرت الأمم المتحدة من أن أي مواجهة عسكرية مباشرة بين البلدين قد تؤدي إلى حرب إقليمية واسعة النطاق، مع تداعيات خطيرة على الاستقرار العالمي.
من الناحية الاقتصادية، تسببت التوترات الأخيرة في اضطرابات في أسواق النفط العالمية، خاصة مع تهديد إيران بإغلاق مضيق هرمز، أحد أهم الممرات البحرية لتصدير الطاقة. كما أن الهجمات السيبرانية المتبادلة بين الجانبين تزيد من مخاطر تعطيل البنية التحتية الحيوية، مما قد يؤثر على الاقتصادات الإقليمية والعالمية.
رغم أن كلا الجانبين يبدوان غير راغبين في الدخول في مواجهة عسكرية مباشرة، إلا أن استمرار التوتر وغياب قنوات اتصال فعالة بينهما يزيد من خطر أي تصعيد غير محسوب، وفي ظل تعقيدات المشهد الإقليمي، يبقى الصراع الإسرائيلي الإيراني أحد أكثر الملفات إثارة للقلق، حيث يمكن لأي تطور جديد أن يعيد تشكيل خريطة التحالفات والصراعات في الشرق الأوسط لسنوات قادمة.