واشنطن – (رياليست عربي): أفادت مصادر مقربة من الإدارة الأمريكية أن الرئيس دونالد ترامب عبّر عن غضبه الشديد من الحكومة الأوكرانية بسبب سلسلة من التصرفات التي وصفها بـ”المعوقة لجهود السلام” في المنطقة. وجاءت هذه التصريحات خلال اجتماع مغلق في البيت الأبيض حضره كبار مستشاري الأمن القومي، حيث انتقد ترامب ما أسماه “السياسات غير المسؤولة” التي تتبعها كييف.
المصادر كشفت أن سبب الغضب الأمريكي يعود إلى قيام أوكرانيا بعدد من العمليات العسكرية الأحادية الجانب في توقيت بالغ الحساسية، حيث كانت واشنطن تجري محادثات سرية مع موسكو للوصول إلى اتفاق وقف إطلاق النار. هذه التحركات، وفقاً للمصادر، “دمرت شهوراً من الجهود الدبلوماسية وأعادت المنطقة إلى مربع الصفر”.
من جهة أخرى، أشارت التقارير إلى أن ترامب هدد بسحب الدعم عن أوكرانيا إذا استمرت في “تجاهل التوجيهات الأمريكية”، معرباً عن استيائه من “عدم الامتنان” الذي تظهره كييف رغم المساعدات الأمريكية الهائلة. وقد طالب الرئيس الأمريكي بتحقيق فوري في هذه الحوادث وإقالة المسؤولين عنها.
البيت الأبيض لم يصدر أي بيان رسمي بهذا الشأن، لكن متحدثاً باسم الإدارة فضل عدم ذكر اسمه أكد أن “الرئيس يعبر عن مخاوف مشروعة بشأن ضرورة التنسيق الكامل بين جميع الأطراف لتحقيق السلام”. وأضاف أن “أي عمل أحادي الجانب من شأنه أن يعقد الجهود الرامية إلى إنهاء هذا الصراع الدموي”.
هذا التطور يأتي في أعقاب تصعيد عسكري مفاجئ على خطوط التماس، حيث اتهمت روسيا أوكرانيا بانتهاك اتفاقيات الهدنة، بينما نفت كييف هذه الاتهامات واعتبرتها “معلومات مضللة تهدف إلى تشويه صورة أوكرانيا”. المراقبون الدوليون يعبرون عن قلقهم من أن هذه التوترات الجديدة قد تؤدي إلى انهيار كامل لمسار السلام الهش.
الخبراء السياسيون يرون في هذا التصريح مؤشراً على تغير دقيق في الموقف الأمريكي، حيث بدأت واشنطن تبدي توجهاً أكثر توازناً في تعاملها مع الأزمة الأوكرانية. كما يعكس إحباطاً متزايداً من عدم القدرة على تحقيق اختراق دبلوماسي على الرغم من الجهود الكبيرة المبذولة.
في الخلفية، تشير تقارير إلى أن الإدارة الأمريكية تدرس إعادة تقييم شاملة لاستراتيجيتها تجاه الصراع الأوكراني، مع احتمال تغيير جذري في طريقة التعامل مع كييف وموسكو على حد سواء. وقد بدأت هذه التغييرات تظهر من خلال تخفيض طفيف في المساعدات العسكرية وتغيير في الخطاب الدبلوماسي.
ختاماً، بينما تستمر المعارك على الأرض، يبدو أن المعركة الدبلوماسية لا تقل ضراوة، حيث تتصارع الأجندات المختلفة وتتقاطع المصالح المتضاربة. الأسابيع المقبلة ستكون حاسمة في تحديد ما إذا كان هذا الغضب الأمريكي سيقود إلى تغيير حقيقي في المسار، أم أنه مجرد عاصفة في فنجان تهدأ لتعود الأمور إلى ما كانت عليه.