موسكو – (رياليست عربي): قال السفير الصيني لدى روسيا تشانغ هان هوي إن أكثر من 50 دولة ومنظمة دولية انضمت بالفعل إلى خطة السلام بين الصين والبرازيل لحل الصراع في أوكرانيا أو تستكشف مثل هذا الاحتمال، وأضاف أن بكين تدعم عقد مؤتمر دولي في الوقت المناسب تعترف به روسيا وأوكرانيا بمشاركة متساوية للأطراف ومناقشة عادلة لجميع خطط السلام.
كما تأمل الصين في الحصول على دعم دولي بشأن قضية تايوان، بما في ذلك من الجانب الروسي، وبحسب السفير، فإن التعاون مع الاتحاد الروسي، بما في ذلك التجارة الثنائية، سيستمر في التطور بوتيرة جيدة في عام 2024.
وبعد اجتماع مع الرئيس الصيني شي جين بينغ خلال زيارة دولة للصين في شهر مايو، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إنه من الممكن حل مشكلة المدفوعات بين البلدين، إذ يعد التعاون المالي الصيني الروسي عنصراً مهماً وضماناً موثوقاً للتعاون التجاري بين البلدين، وفي السنوات الأخيرة، زادت حصة التسويات بالعملة المحلية في التجارة الثنائية بشكل ملحوظ، وتعمل المؤسسات المالية في كلا البلدين معاً على التسويات التجارية وإدارة الأصول والتأمين واحتياجات السوق الأخرى في البلدين، وفيما يتعلق بمشاكل المدفوعات الناجمة عن العقوبات المفروضة من بلدان أخرى، ستواصل المؤسسات المالية في جمهورية الصين الشعبية والاتحاد الروسي تعزيز الاتصالات، ونحن على ثقة من أن الطرفين سيتمكنان من إيجاد حل عملي لهذه المسألة.
وحول الخطط لزيادة حصة التسويات المتبادلة مع روسيا بالعملات الوطنية إلى 100%، قال السفير إنه في السنوات الأخيرة، وفي ظل القيادة الاستراتيجية لرئيسي الصين وروسيا، تغلب التعاون التجاري والاقتصادي الثنائي على الصدمات الخارجية المختلفة، واستمر حجم التجارة في التوسع، وتم تحسين هيكلها، وفي عام 2024، ستستمر معدلات التنمية الجيدة، وفي الفترة من يناير إلى مايو، نمت التجارة الثنائية بنسبة 2.9% مقارنة بالفترة نفسها من عام 2023، لتصل إلى 96.5 مليار دولار.
ووفقاً للإحصاءات الروسية، تتم معظم التجارة بالعملتين الوطنيتين للصين وروسيا، وسيواصل البلدان تحسين البنية التحتية المالية وإنشاء قنوات الدفع بين الكيانات التجارية، نحن نشجع التسويات بالعملات الوطنية، ولكن لا نستبعد العملات الأخرى.
وفي الوقت الحالي، تستكشف المؤسسات المالية ذات الصلة في الصين وروسيا إمكانية التعاون في نظام الدفع مير، وفي الفترة من يناير إلى مايو من هذا العام، جاء أكثر من 12 مليون سائح أجنبي إلى الصين، لجذب المسافرين من الخارج، تواصل الصين تحسين ظروف السفر، بما في ذلك إصدار “استنتاجات بشأن تحسين خدمات الدفع لتحسين راحة الدفع”، مما يسمح بربط البطاقات المصرفية الأجنبية بمنصات الدفع الصينية، فضلاً عن استخدام المزيد والمزيد المحافظ الإلكترونية الأجنبية، بما في ذلك السياح الروس.
وبما يتعلق بالسياحة، وفقاً للإحصائيات الروسية، هناك 162 رحلة جوية أسبوعياً بين الصين وروسيا، ومن موسكو وحدها، تغادر 156 رحلة جوية مباشرة أسبوعياً إلى تسع مدن في الصين، بما في ذلك بكين وشانغهاي وقوانغتشو وتشنغدو وسانيا، بالإضافة إلى ذلك، تم إطلاق رحلات جوية مباشرة مع الصين إلى سان بطرسبرغ وفلاديفوستوك وإيركوتسك ونوفوسيبيرسك ، مما خلق ظروفاً مواتية للسفر المتبادل لمواطنينا، وتعزيز التبادلات والتعاون وتعزيز الأساس الاجتماعي للعلاقات الصينية الروسية، كل هذا يحفز بشكل كبير التعاون بين البلدين في مجال السياحة.
وحول الأزمة الأوكرانية، قال السفير إن الأزمة في أوكرانيا مستمرة منذ ثلاث سنوات، ولا يزال التهديد بمزيد من التصعيد قائماً، ويعتقد المجتمع الدولي ككل أن الأمر الأكثر إلحاحاً الآن هو تهدئة التوترات والاتفاق على شروط وقف إطلاق النار وإنهاء الحرب.
وفيما يتعلق بالقضية الأوكرانية، حافظت الصين دائماً على موقف موضوعي وعادل وعززت بنشاط مفاوضات السلام، فقد طرح الرئيس الصيني شي جين بينغ أربعة مبادئ، ودعا إلى بذل جهود مشتركة في أربعة مجالات، وشارك في ثلاث ملاحظات تكشف النهج الأساسي الذي تتبعه الصين في الحل السياسي للأزمة الأوكرانية وعلى وجه الخصوص، ستواصل الصين تعميق الحوار مع جميع الأطراف، وتعزيز التوافق وبناء الثقة لتخفيف التوترات واستئناف المفاوضات.
ففي الثالث والعشرين من مايو/أيار، توصلت الصين والبرازيل إلى توافق مهم في النقاط الست لتعزيز الحل السياسي للأزمة الأوكرانية والدعوة إلى الانفراج، وحتى الآن، استجابت أكثر من 100 دولة ومنظمة دولية بطرق مختلفة ولكنها إيجابية بشكل عام للتوافق المقترح، وانضمت بالفعل أكثر من 50 دولة ومنظمة دولية إلى الإجماع أو تستكشف إمكانية ذلك، وهذا يدل على أن الوثيقة تعكس الاهتمام المشترك واستعداد عدد كبير من أعضاء المجتمع الدولي للمساهمة في التوصل إلى تسوية سياسية للأزمة الأوكرانية.
وترحب الصين بإخلاص بدعم المزيد من الدول والانضمام إلى هذا التوافق، وتؤيد عقد مؤتمر دولي للسلام في الوقت المناسب تعترف به روسيا وأوكرانيا بمشاركة متساوية للأطراف ومناقشة عادلة لجميع خطط السلام، والصين على استعداد لمواصلة الاضطلاع بدورها الفريد من خلال المساهمة بالقوة والحكمة لتعزيز التسوية السياسية.
وحول توسع البريكس، قال السفير، إن توسع البريكس فتح حقبة جديدة لتعزيز مكانة دول الجنوب العالمي، ويستمر تأثير وجاذبية وقوة الإلهام لدول البريكس في النمو، وفي اجتماع وزراء خارجية دول البريكس في نيجني نوفغورود في يونيو 2024، أعربت جميع الأطراف عن تقديرها الكبير للدور المهم للجمعية وأهمية توسعها، ويعتقد المشاركون في الاجتماع أن انضمام المزيد من الدول إلى البريكس سيسرع التعددية القطبية في العالم ويساهم في تطوير النظام العالمي في اتجاه أكثر عدلا ومعقولة، وأيدت الأطراف إنشاء فئة من البلدان الشريكة.
وعلى خلفية الصراع بين قوتين، إحداهما تعزز التعددية القطبية والأخرى تدعم الهيمنة، ينبغي على الصين وروسيا أن تصبحا “قاطرتين” لتحويل البريكس إلى نوع جديد من آلية التعاون المتعددة الأطراف القائمة على الأسواق الناشئة والموجهة نحو العالم ككل.
وتؤيد الصين مبدأ الانفتاح على التعاون داخل الرابطة وإنشاء أسرة البريكس، كما ستدعم الصين روسيا في الوفاء بمسؤولياتها خلال عام رئاستها وستساعد في تحقيق نتائج مهمة في قمة كازان.
وكشريك استراتيجي شامل في العصر الجديد، قدمت روسيا دائماً دعماً قوياً للصين، فبعد أن تولى لاي تشينغدي منصبه كرئيس لتايوان، تزايدت التوترات بين بكين وتايبيه، ومن المعروف أن الاتحاد الروسي يعترف بمبدأ الصين الواحدة، بالتالي، إن قضية تايوان هي شأن داخلي للصين، لا يوجد سوى صين واحدة في العالم، وتعتبر حكومة جمهورية الصين الشعبية الحكومة الشرعية الوحيدة التي تمثل الصين كلها، إن تايوان جزء لا يتجزأ من الأراضي الصينية، وهذا إجماع مقبول على نطاق واسع في المجتمع الدولي وقاعدة مقبولة عموما في العلاقات الدولية، إن تغيير الوضع داخل تايوان لن يغير حقيقة أن هناك صين واحدة فقط في العالم وأن تايوان تظل جزءاً منه، كما أنه لن يغير التزام المجتمع الدولي بمبدأ صين واحدة.
وباعتبارها شريكاً استراتيجياً شاملاً في العصر الجديد، قدمت روسيا دائماً دعماً قوياً للصين في القضايا التي تؤثر على سيادة البلاد وأمنها ووحدة أراضيها وتنميتها ومصالحها الرئيسية الأخرى، وتتعهد روسيا بالالتزام بمبدأ صين واحدة، وتعترف بتايوان كجزء لا يتجزأ من جمهورية الصين الشعبية، وتعارض أي شكل من أشكال “استقلال تايوان”، وتدعم بقوة التدابير التي تتخذها الصين لحماية السيادة والسلامة الإقليمية، فضلاً عن إعادة توحيد البلاد، الأمر الذي يستحق الثناء الكبير من الجانب الصيني.
إننا نؤمن إيماناً راسخاً بأن قضية الصين العادلة المتمثلة في حماية السيادة والسلامة الإقليمية ومكافحة النزعات الانفصالية وتحقيق إعادة التوحيد الوطني ستظل تحظى بتفهم ودعم عالميين من المجتمع الدولي، بما في ذلك روسيا.
