بيروت – (رياليست عربي): مع تأزم الوضع الداخلي في لبنان سياسياً واقتصادياً بل واجتماعياً، طرأت أزمة جديدة برأسها من نافذة الخطابات والتصريحات، مما ينذر بتصعيد أكبر سياسياً في الفترة القادمة، وبطبيعة الحال انقسام أكبر بين الأفرقاء اللبنانيين.
البداية كانت مع خطاب لأمين عام حزب الله حسن نصر الله الذي رد فيه على دعوة الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز السلطات اللبنانية إلى “إيقاف هيمنة الحزب على لبنان”، قائلاً : بأن الإرهابي هو من يصدر الفكر التكفيري إلى المنطقة ويرسل التكفيريين الانتحاريين إلى سوريا ولبنان والعراق، مشيراً بإصبع الاتهام للرياض.
لم يكد ينتهي خطاب ذلك الزعيم اللبناني، حتى رد سفير السعودية في بيروت وليد البخاري متهجماً عليه، واصفاً ما قاله نصر الله بالافتراءات، كذلك فقد رد الأمير السعودي عبد الرحمن بن مساعد بن عبد العزيز على ذات التصريحات، رافعاً سقف التهجم على الحزب و زعيمه وإيران .
هذه التطورات قد تنذر بتصعيد كبير في لبنان، أولاً على الساحة الخارجية، إذ ستصبح الرياض أكثر صرامةً في المضي بعزل لبنان ومقاطعته، وقطع أي أشكال من المساعدات أو التعاون معه، إضافةً لإمكانية تعرض جزء من الجالية اللبنانية العاملة في الخليج للطرد، أما داخلياً فسيتعمق الخلاف أكثر بين الحزب و حلفائه وبين حلفاء الرياض.
وقد نرى تظاهرات ووقفات احتجاجية من قبل هؤلاء نصرةً لحليفهم الإقليمي ضد الحزب وحلفائه، ما يمكن أن يشكل بيئة خصبة لعمليات فتنوية وإرهابية تشعل فتيل صدام شعبي وهو ليس بمستبعد، كما أن تعرض المسؤولين السعوديين الرسميين بشكل شخصي لنصر الله سيشع غضب أنصاره في الشارع.
تأتي هذه التطورات الخطيرة، بعد أزمة دبلوماسية وسياسية وقعت بين بيروت والرياض إثر تصريحات لوزير الإعلام المستقيل جورج قرداحي وصف فيها حرب اليمن بالعبثية، دون أن يتهجم على المملكة أو ينتقدها، لكن ردة فعل الأخيرة كانت مفاجئة وصدامية، الأمر الذي جعل كثيرين يعتقدون أن هناك نوايا مبيتة لدى السعودية بالتصعيد في الساحة اللبنانية.
خاص وكالة رياليست.