موسكو – (رياليست عربي): نشرت صحيفة (موسكوفسكي كومسوموليتس) الروسية مقالاً تحليلياً لها أكدت فيه بأن الإصطدام المباشر بين الرئيسين الأمريكي ترامب والروسي بوتين، يبدو أمراً لا مفر منه، وجاء في المقال ما يلي:
- بالنسبة للرئيس الروسي (فلاديمير بوتين) سيكون من الصعب عليه وقف العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا حالياً لأن القوات الروسية تمضي بكل قوتها، وهو ما يؤكد أن الرئيس بوتين لن يعلن عن أي وقف طويل الأمد لإطلاق نار.
- أما بالنسبة للرئيس الأمريكي (دونالد ترامب) فهو ما زال يقدم نفسه كصانع صفقات عظيم، ولذلك فهو لن يستسلم بعد في محاولاته لتأمين صفقة مع نظيره الروسي، وهو ما يؤكد حالياً بأن (ستيف ويتكوف) سيصل إلى موسكو هذا الأسبوع لإجراء محادثات مع زعيم الكرملين حيث سيحمل معه عرضاً ما يميل إلى الترغيب أكثر من ميله إلى الترهيب، نظراً لاقتناع الأمريكيين بأن الكرملين الروسي قد أثبت بأنه بارع للغاية في تجاوز العقوبات الغربية والأمريكية التي فرضت ضدَّه.
آراء المراقبين والمحللين والخبراء في مراكز الدراسات السياسية والإستراتيجية الروسية والعالمية:
- تؤكد الخبيرة (نينا خروشوفا) روسية الأصل، وهي أستاذة الشؤون الدولية في جامعة نيوسكول الأمريكية في مدينة نيويورك، أن الرئيس ترامب سبق له وأن غيّر الكثير من المواعيد النهائية، وحرف مساره بطريقة أو بأخرى، لذا فإن الرئيس بوتين لن يأخذه على محمل الجد، وسيواصل القتال في أوكرانيا إلى أقصى حد حتى يعلن الأوكرانيون بأنهم موافقون على شروط الكرملين لوقف القتال.
- ولهذا السبب ترى خروشوفا أن إعلان الأمريكيين عن مواعيد نهائية، وإنذارات نهائية، وتهديدات بفرض عقوبات أخرى ضد الكرملين الروسي، وفرض تعريفات جمركية باهظة الثمن على شركاء روسيا الإتحادية التجاريين مثل الهند وجمهورية الصين الشعبية، فضلاً عن نشر الغواصتين النوويتين الأمريكيتين اللتين يزعم الرئيس ترامب أنه أعاد نشرهما قرب أراضي روسيا الإتحادية، لن يأتي بأي نتيجة جدية لوقف الحرب في أوكرانيا.
- فيما يرى الخبير الروسي (قسطنطين بلوخين) من مركز دراسات الأمن التابع للأكاديمية الروسية للعلوم أن واشنطن وموسكو ، بات لديهما حالياً الكثير من القواسم المشتركة أكثر مما لدى واشنطن من قواسم مع بروكسل أو مع كييف، حيث نجحت إدارة ترامب إلى حد ما في إذابة الجليد بين الكرملين الروسي والبيت الأبيض الأمريكي بعد أن تجاوزت التحالف بين الأمريكيين والأوروبيين العابر للأطلسي كما كان سابقاً.
- فيما يرى الخبير الروسي (إيفان لوشكاريف) الأستاذ المشارك لتدريس علم النظريات السياسية في جامعة موسكو الحكومية للعلاقات الدولية، بأنه ووفقاً للمعلومات التي أعيطت للجانب الروسي، فإن السيد ويتكوف سيقدم عروضاً للتعاون بين روسيا الإتحادية والولايات المتحدة الأمريكية وهو الأمر الذي قد يغري القيادة الروسية لتعيد النظر في إمكانية التوصل إلى إتفاق بشأن أوكرانيا، وفقاً لما تطمح إليه واشنطن حالياً، لعله يكون السبيل لإقناع الكرملين بإحلال السلام بعد ثلاث سنوات ونصف من الحرب، إذ يمكن أن يكون من بين العروض الأمريكية، حياد أوكرانيا السياسي نهائياً، وتقليص حجم الجيش الأوكراني في المستقبل.
خاص وكالة رياليست – حسام الدين سلوم – دكتوراه في تاريخ العلاقات الدولية – خبير في العلاقات الدولية الروسية.