موسكو – (رياليست عربي): بعد أن أكدت أجهزة الأمن الروسية أن الأسبوع الجاري الممتد من (4 إلى 10 أغسطس) سيشهد لحظة مهمة للغاية في الحرب بين روسيا الإتحادية وأوكرانيا، وذلك مع اقتراب الموعد النهائي الذي حدده الرئيس (دونالد ترامب) للكرملين للتوصل إلى إتفاق سلام نهائي، قبل أن تختفي فرص السلام المتاحة:
- أكد مصدر في وزارة الخارجية الروسية أنه كان من المتوقع أن يصل المبعوث الخاص لترامب السيد (ستيف ويتكوف) إلى موسكو في منتصف هذا الأسبوع، قبل الموعد النهائي الذي حدده ترامب للكرملين يوم الجمعة لوقف القتال أو مواجهة عقوبات اقتصادية أكثر قسوة من قبل واشنطن.
- تؤكد الأوساط الروسية أن الوعود والتهديدات والإغراءات الأمريكية السابقة التي أطلقها ترامب قد فشلت في تحقيق أي نتائج، وسوف يكون من الصعب التخلص من الجمود الدبلوماسي العنيد.
- في الوقت نفسه، تؤكد وزارة الدفاع الروسية أن أوكرانيا تخسر حالياً المزيد من الأراضي على خط المواجهة (الروسية – الأوكرانية) على الرغم من عدم وجود أي مؤشر على حدوث انهيار كبير أو مفاجئ لدى الدفاعات العسكرية لكييف، ولكن الأمور تسير نحو ضم موسكو للمزيد من الأراضي في منطقة (دونباس) حيث لم يوعز الكرملين نهائياً لوقف القتال ووقف تقدم القوات الروسية.
آراء المراقبين والمحللين والخبراء في مراكز الدراسات السياسية والإستراتيجية الروسية والعالمية:
- يعتقد المحلل الروسي (دميتري ترينين) خبير العلاقات الروسية الأمريكية، رئيس مركز (كارنيغي) السابق في موسكو، أن كييف ستصر على أن العقوبات تؤثر سلباً على آلة الحرب الروسية وتريد من حلفائها الغربيين تشديدها، ولهذا السبب رأينا كيف حثَّ (فولوديمير زيلينسكي) أمس الإثنين حلفائه في واشنطن وغيرها من عواصم الغرب لفرض عقوبات ثانوية أقوى على قطاعات الطاقة والتجارة والخدمات المصرفية في موسكو.
- ويضيف ترينين أن المشكلة التي لا يفهمها نظام كييف هو أن (دونالد ترامب) لا يملك الكثير من الأمل في أن تجبر هذه العقوبات الرئيس (فلاديمير بوتين) على التحرك كما ترغب واشنطن، فضلاً عن أن هذه العقوبات الثانوية ستؤدي لتعقيد علاقات واشنطن مع الصين الشعبية والهند اللتين تُتهمان حالياً بالمساعدة في تمويل المجهود الحربي لموسكو من خلال شراء النفط الروسي.
ويرى أكثرية الخبراء أنه وفي حال اقتصرت واشنطن على إجراءات جزئية مثل فرض عقوبات انتقائية على أطراف ثانوية، فإن ذلك سيكون تأثيره ضعيفاً، لكن في حال تمَّ تنفيذ التهديد الأمريكي بفرض رسوم جمركية بنسبة 100%، فعندها سيكون هذا السيناريو الأمريكي مختلف تماماً وأكثر خطورة لموسكو.
- وحتى لو فُرضت العقوبات الأمريكية بشكل أو بآخر، فإن السيناريو الأكثر ترجيحاً هو أن يقوم الأمريكيون بوقف إمدادات النفط الروسية نهاية الأسبوع (ولكن بشكل جزئي وليس بشكل كامل) وذلك من خلال التعتيم العميق على بعض العمليات التجارية النفطية الروسية، وذلك لأن واشنطن استنفذت كافة العقوبات المفروضة ضدَّ روسيا الإتحادية إلى حد كبير، ولذلك فإن هذه التدابير الأمريكية الجديدة نفسها، تعتبر مغامرةً محفوفة بالمخاطر بالنسبة للرئيس دونالد ترامب لأن فشل تأثيرها سيعني خروج موسكو من أي محاولات أمريكية لوقف القتال في أوكرانيا.
خاص وكالة رياليست – حسام الدين سلوم – دكتوراه في تاريخ العلاقات الدولية – خبير في العلاقات الدولية الروسية.