موسكو – (رياليست عربي): منذ انطلاق العملية العسكرية الروسية لحماية دونباس في أوكرانيا، شرعت الولايات المتحدة الأمريكية في شن حملة أكاذيب حول تراجع النفوذ الروسي وتكبد الكرملين خسائر فادحة، زاعمة أن حملة العقوبات العدائية عزلت موسكو عن العالم وجعلتها دولة منبوذة.
مع مرور الأيام والساعات أصبح الرصاص الذي يطلقه الجنود الروس بمثابة قوة دبلوماسية قاهرة، حصدت من خلاله روسيا مساندة دولية لمواقفه ضد التعنت الأميركي، وبات هناك دول بثلاث قارات على الأقل هم (أفريقيا وآسيا وأميركا اللاتينية) في اصطفاف واضح مع الجانب الروسي على المستوى الرسمي، في المنظمات الدولية علاوة على حالة تكاتف شعبي غير مسبوقة، وتحول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إلى رمزاً لمقاومة الصلف الأمريكي في العالم.
كما ألحقت العملية العسكرية الروسية بالغ الضرر بحكام أوروبا حلفاء واشنطن في المواجهة مع الروس، وانخفضت شعبية رئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون لـ 32٪ مقابل ارتفاع نسبة غير الراضين عن أدائه إلى 62٪.
كما سجلت شعبية المستشار النمساوي كارل نيهامر، أرقاماً مشابهة بـ 35٪ لصالحه فى مقابل 62٪ ضده، والهولندي مارك روته والإسباني بيدرو سانشيز إلى 35٪ مع مقابل 59٪ ضد، والمستشار الألماني أولاف شولتز، لم يكن أوفر حظاً حيث سجلت شعبيته 38٪ معه مقابل 49٪ ضد نظامه.
وبالرغم من أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، حاول اللعب على وتر التفاهمات، لكنه لم يشكل استثناء، ونال تأييد 38٪ مقابل 56٪ ضده في المجتمع الفرنسي.
وعلى ما يبدو أن إطالة أمد هذه المعركة كما تريد واشنطن، سوف تكون كلفتها عالية على الجميع بما فيهم إدارة بايدن نفسه، والدليل على ذلك ما نقله تقرير قناة “فوكس نيوز”، أن إدارة الرئيس جو بايدن تشتت انتباه الأميركيين من خلال إلقاء اللوم على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعد أزمة التضخم واتجاه الاقتصاد نحو الانهيار.
وأن الارتفاع الملحوظ في الأسعار في الولايات المتحدة يتزامن مع تراجع العملة الأميركية وذلك مؤشر على أن المستثمرين في جميع أنحاء العالم يسارعون في تحويل (التخلص) الدولار الأميركي، الذي تنخفض قيمته بشكل متزايد، ويقومون باستثمار أموالهم في أدوات يمكن أن تحافظ على قيمة أموالهم على المدى الطويل.
خاص وكالة رياليست.