القاهرة – (رياليست عربي): أعلن بايدن في كلمته الأخيرة للشعب الأمريكي أن الولايات المتحدة ستفرض عقوبات على روسيا تشمل قطاع التكنولوجيا والقطاع المصرفي وهي عقوبات قد لوحت بها واشنطن قبل الغزو الروسي والرئيس بوتين يعرف جيداً انه سوف يتم فرض عقوبات اقتصادية مماثلة لما تم فرضها على روسيا في عام ٢٠١٤ بعد غزو شبة جزيرة القرم، وفقاً للباحث في الشأن الدولي، محمد نبيل البنداري..
وقال البنداري: بالتالي، أعتقد أن سلاح العقوبات ليس مفاجئاً بالنسبة لبوتين وهو ذاهب لأوكرانيا بثقله العسكري ويعرف أن هناك عقوبات اقتصادية تنتظره، وأعتقد أن روسيا لن تصمت وستحاول الإلتفاف حول هذه العقوبات سواء بالطرق الشرعية أو غير الشرعية لأن العقوبات على الأصول المصرفية الروسية في الولايات المتحدة تتخطى التريليون دولار وهي خسارة كبيرة بالنسبة للروسيا.
وفيما يخص قطاع الطاقة، قال الباحث في الشان الدولي: بالفعل هناك عقوبات على شركات عاملة في “نورد ستريم1” قد فرضها الرئيس الأمريكي السابق ترامب وتم تعطيل خط “نورد ستريم2” مؤقتاً بعد فرض عقوبات جديدة من قبل بايدن الأربعاء الماضي على شركات عاملة فيها ولكن أعتقد أنه تم التشاور بين دول “مجموعة السبع” خلال اليوم الخميس وتم الأخذ في الإعتبار المصالح الأوروبية والأضرار التي سوف تقع على الجانب الأوروبي في حال فرض عقوبات على قطاع الغاز وخاصة ألمانيا التي تستورد الغاز من روسيا بواقع ٤٠٪ وفرنسا التي تستورد بواقع ٣٠٪.
بالعودة إلى العملية العسكرية الروسية على أوكرانيا، قال البنداري: لقد خططت روسيا ووضعت سيناريو الغزو منذ أسابيع ونفذت ذلك على الأرض من خلال مناوراتها مع بيلاروسيا، وفي الساعات الأخيرة سيطرت القوات الروسية على مدن ومطارات عسكرية قريبة جداً من العاصمة كييف مثل مطار انتونوف العسكري والذي يبعد 25 كيلومتراً عن العاصمة الأوكرانية كييف، وبالتالي من خلال ما يحدث على الأرض من تقدم للقوات الروسية وزحفها نحو مدن العاصمة كييف وتحذير أولكسي أريستوفيتش مستشار الرئيس الأوكراني، إنه من المتوقع أن يحدث إنزالاً جوياً للقوات الروسية في منطقة الحكومة في كييف فإن سقوط العاصمة هو مسألة وقت بالنسبة لروسيا.
ويرى الباحث في الشأن الدولي أن دور الغرب في هذه الحرب، فهو لن يتورط في حرب من أجل أوكرانيا وهذا ما أعلن عنه بالفعل منذ يناير/ كانون الثاني الماضي أن حلف الناتو لن يدخل في مواجهة مع روسيا وأن الدول الغربية وعلى رأسهم الولايات المتحدة لن تقوم بإرسال قواتها للعاصمة كييف للدخول في قتال مباشر مع روسيا بل ستبقى خارج أوكرانيا وتقدم المساعدة من الخارج، وهذا ما أكد عليه حلف الناتو وبايدن في خطابه اليوم وأيضاً الولايات المتحدة لا تريد أن تكرر ما فعلته إدارات أمريكية سابقة من خلال إرسال جنود بشكل مباشر لميدان الحرب كما فعلت في أفغانستان 2002والعراق 2003، ومن ثم فإن الرئيس بايدن يتوخى الحذر في هذا الأمر ولا يريد تكرار التجربة خاصة مع روسيا والتي إذا فتحت الجبهة معها ستكون حرب نووية مدمرة.
خاص وكالة رياليست – محمد نبيل البنداري – باحث في الشان الدولي – مصر.
