باريس – (رياليست عربي): سؤال يطرح بإلحاح منذ سنوات، عقب كل نزاع مسلح أو سياسي، أو تهديد للأمن والسلم الدوليين: أين منظمة الأمم المتحدة؟؟ ليس هذا فحسب، بل أين المنظمات الدولية التابعة لها سواء الاقتصادية أو المالية أو التجارية أو البيئية، واللجان الفرعية التابعة لتلك المنظمات؟
للأسف كل يوم يتأكد أن منظمة الأمم المتحدة في مرحلة الموت الإكلينيكي منذ نهاية القرن الماضي، وبالتحديد عقب سقوط جدار برلين، وتوحيد ألمانيا في عام 1991، وأعقب ذلك تفكك الاتحاد السوفيتي السابق. وعندما طالب حينها الأمين العام السابق للمنظمة في عام 1994 بضرورة قيام نظام عالمي جديد وتوسعة وزيادة الأعضاء الدائمين بمجلس الأمن الراحل السيد بطرس بطرس غالي، قامت أمريكا بالإطاحة به وعدم التجديد له لفترة ثانية (وتم تعيين كوفي عنان بدلاً منه)، وكان ذلك برفض أحادي من الجانب الأمريكي مقابل موافقة 14 صوتاً؟؟ في سابقة كانت الأولى في تأسيس المنظمة في عام 1945.
منظمة الأمم المتحدة دمية، لا نراها في الصراعات السياسية والدبلوماسية والعسكرية الكبرى، وخاصة التي تهدد الأمن والسلم العالمي. وللأسف تحركها دائماً بعد فوات الأوان، ويرجع ذلك في الأساس إلى خلل الهيكل التنظيمي والمؤسسي غير العادل وغير المستقيم بالمنظمة منذ تأسيسها.
وكل يوم وكل أزمة أو مشكلة دولية يثبت أن منظمة الأمم المتحدة دخلت في طور الشرنقة والجمود والبيات الشتوي والصيفي وسبات عميق، دون أن تتقلب يميناً أو شمالاً. فقد أصبحت جثة هامدة لا حول لها ولا قوة. أين المنظمة من الصراع في السودان وليبيا واليمن وغزة والأرض المحتلة والحرب الإيرانية الإسرائيلية التي اندلعت وهي أكبر خطر يهدد الأمن والسلم والاستقرار العالمي (في القرن الحالي اليوم)، وهي الأساس وأهم مبدأ قامت من أجله المنظمة؟
وللأسف المستفيد الأول والأخير منها: هم جيش الموظفين الذين يدعون الخبرة والعلم والمعرفة، يطوفون أقطاب الأرض الأربعة لتسويق وبيع الوهم والأحلام، واستراتيجيات ورؤى ومشروعات “فنكوشية” وهمية على جمهور من البلهاء والمغيبين والجهلاء.
وأخيراً، هذه المنظمة خرجت ولم ولن تعد… ومن يجدها يقوم بدفنها، فإكرام الميت دفنه… فالبقاء بتلك المنظمات والتمسك بها عته ونفاق ومضيعة للوقت وللحق… اتركوها يرحمكم الله…
وأتذكر أنه كان الشباب إذا دخلوا السينما لمشاهدة أحد الأفلام، وإذا كان هذا الفيلم دون المستوى كانوا يهتفون:
“سيما اونطة هاتوا فلوسنا”…
والآن فليَهتف الشرفاء:
“منظمة اونطة هاتوا حقوقنا”…
أو اطلبوا نقلها من نيويورك إلى دولة أخرى، كما يطالب البعض بنقل مقر منظمة إقليمية من مقرها الرئيسي والتاريخي إلى دولة أخرى.
“وكل لبيب بالإشارة يفهم”.
خاص وكالة رياليست – د. خالد عمر – فرنسا