كييف – (رياليست عربي): لا تزال أزمة الملف الأوكراني تتفاعل بين روسيا والولايات المتحدة وأوروبا، إذ تتخوف موسكو من نجاح الغرب في ضم أوكرانيا إلى حلف الناتو، لأن ذلك سيعني بأن شمال الأطلسي سيعاود الكرة تجاه دول أخرى لضمها إليه، وهو ما يفسر الموقف المتشدد لروسيا إزاء انضمام أوكرانيا للحلف.
في هذا السياق أعرب البنتاغون عبر المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية جون كيربي عن استعداد الولايات المتحدة لتقديم بعض التنازلات لروسيا على صعيد الأمن الأوروبي إذا ردت روسيا بالمثل، مضيفاً: ، بما في ذلك مثلا خفض حجم ونطاق بعض مناوراتها في القارة، لكن ذلك سيتطلب المعاملة بالمثل من قبل الروس، لافتاً إلى أن روسيا لم ترغب في المضي قدما في هذه المسألة، كما شدد على رفض واشنطن لطلب روسيا الأساسي ضمن مبادرة الضمانات الأمنية في أوروبا، بعدم انضمام أوكرانيا إلى حلف الناتو ووقف تمدده شرقا، معتبراً أنه ليس من حق موسكو أن تفرض الفيتو على ما إذا كانت دولة أخرى ستنضم إلى الناتو أو تختار حلفاءها.
التحركات الغربية الحالية في شرق أوروبا عموماً، وفي أوكرانيا خصوصاً يعني نسف ما تم التوصل إليه من معاهدات سابقةً لا سيما إعلان أستانة 2010 والذي تعهد أعضاء منظمة الأمن والتعاون في أوروبا ومعهم واشنطن بالالتزام بمبدأ الأمن المشترك غير القابل للتجزئة الذي يقضي بأنه ليس من حق أي دولة تعزيز أمنها على حساب دول أخرى، ويخص هذا المبدأ التحالفات العسكرية أيضاً، ما يعني عدم أحقية ضم أوكرانيا للناتو، لكن في ذات الوقت الثغرات في القانون الدولي موجودة، ولا يمكن إلزام أي دولة بعدم الانخراط في حلف أو التدخل في خياراتها واختيار حلفائها.
كما أن التأكيدات الأمريكية حول عدم قبوله أبداً بالتدخل في منع أوكرانيا من الانخراط في الناتو، يشير إلى أن الأمور آخذة بالتصعيد، إذ أن كييف لا تنوي التراجع عن هذه الخطة، وهو ما يثير غضب موسكو، والأخيرة لا تريد فقط ضمانات أمنية بإبعاد المناورات العسكرية الناتوية عن حدودها، فطالما ستصبح أوكرانيا عضواً في الناتو، سيعني ذلك بأنها تحولت إلى منصة تهديد لروسيا بفعل المعاهدات التي تربط أعضاء الناتو ببعضهم.
خاص وكالة رياليست.