أنقرة – (رياليست عربي): نقلاً عن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يوم الخميس أنه اتفق مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين خلال اجتماع على مواصلة العمل لإيجاد حل في محافظة إدلب السورية، حيث تصاعد العنف في الآونة الأخيرة، طبقاً لوكالة “رويترز” للأنباء.
جلسة مغلقة
لم تخرج معلومات كافية عن الاجتماع المغلق الذي دار بين الرئيسين، بوتين وأردوغان، باستثناء بضعة تفاصيل كان قد أدلى بها أردوغان على متن طائرته للصحافيين أثناء عودته من روسيا إلى تركيا، والتي تمحورت حول تنفيذ الاتفاقات السابقة فيما يتعلق بإدلب ومن بينها انسحاب الفصائل الإرهابية من الشمال السوري، هذا أيضاً ما أكده المتحدة الرسمي للكرملين، ديمتري بيسكوف.
هذه المحادثات وتفاصيلها كانت متوقعة لا جديد فيها، اليوم تحديداً رفعت الأمانة العامة للإنتربول الدولي الحظر الذي كان مفروضاً على سوريا، وبالأمس استعادت دمشق كافة مكاتبها واستأنفت عملها في العاصمة الأردنية عمّان، وجاءت التصريحات الأمريكية متطابقة مع هذه التطورات حيث أنها لا تشجع التطبيع مع دمشق أو حتى ترقية العلاقات الدبلوماسية .
بالتالي، إن الاجتماع بين بوتين وأردوغان ليس مغلقاً بالمعنى الذي يُراد إيصاله، بل لا جديد فيه سوى الاتفاق على تنفيذ ما سبق، والتأكيد على خروج الإرهابيين.
مقايضة
كما أن صفة “S-400” كانت حاضرة إلى جانب الاتفاقات على جُملة من القضايا ذات الطاابع الاقتصادي، حيث قال أردوغان: “ناقشنا بأمور التعاون في المجال العسكري ولاسيما صفقات شراء منظومات “S-400” الصاروخية، بالإضافة إلى تطوير العلاقات من خلال التعاون بمجال تصنيع وانتاج محركات الطائرات والمقاتلات وإمكانية بناء السفن والغواصات العسكرية والتجارية، كما صرح بأن المفاوضات الثنائية شملت المجالات الاقتصادي وبينها إمكانية بناء محطة ثانية وثالثة للطاقة النووية في تركيا، قائلاً بهذا الصدد “ناقشنا مع بوتين إذا كان بإمكاننا معًا بناء محطة ثانية وثالثة للطاقة النووية واتفقنا أن هذه المسألة بحاجة إلى جلسة أخرى مشتركة”.
هذا يعني أن الأمور والأجواء التي خرجت من اللقاء بين الجانبين اتسمت بإيجابية كبيرة، وهذا من وجهة نظر تركيا، إلا أن روسيا لم تصرّح بما يتطابق والتصريحات التركية، إلا أن السرية التي حدثت تبيّن أن الأمر لا يخلو من تهديد ما أو مقايضة ما خاصة وأن اليوم تتحدث المعلومات عن دخول 25 دولة إلى مخطط إعادة الإعمار السوري، ومع مطلع العام الجديد نظرية الانسحاب الأمريكي في ازدياد، بالتالي، من الحماقة السياسية أن يخرج أردوغان صفر اليدين، فجاءت المقايضة الروسية بأنه لربما يكون لأنقرة “حصة” ما مستقبلية في حال التزمت بالاتفاقات المطروحة.
من هنا، يبدو أن هناك مخاضاً سوريّاً إقليمياً ودولياً يتعلق بسوريا، الأجواء إيجابية لكن لا تزال ضبابية المشهد متحكمة في الأوضاع وكل هذه التطورات أقرب إلى الفرضيات النظرية، منها إلى العملية التي ستتوضح في القادم من الأيام.
خاص وكالة “رياليست”.