استخدمت روسيا والصين حق النقض – الفيتو لمنع مجلس الأمن من تمديد موافقته على شحنات المساعدات لسوريا، عن طريق معابر غير شرعية، ويقابل ذلك سيصوت مجلس الأمن على نص روسي منافس سيوافق فقط على معبر تركي واحد لإيصال المساعدات لمدة ستة أشهر. وخلال جائحة فيروس “كورونا”، طبقاً لوكالة “رويترز” للأنباء.
إن الإقتراح الذي تقدمت به كل من ألمانيا وبلجيكا، لأجل إيصال المساعدات الإنسانية عبر المعابر الخارجية عن سيطرة الدولة السورية والتي في غالبيتها مع التنظيمات الإرهابية، فلقد حثت روسيا المجتمع الغربي على ضرورة التنسيق مع دمشق، وهذا ما قاله وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مكالمة هاتفية مع نظيره الألماني هايكو ماس، يوم الأمس، وبالتالي، ورفضاً لهذه المآرب التي أصحت مكشوفة تم الفيتو المزدوج يوم الأمس ليبطل هذا الإقتراح.
إن تماهي الغرب في إستخدام الوسائل غير الشرعية أصبح أمراً مقلقاً، فمسألة التذرع بالجائحة لم يعد ينطلي على أحد، فسبق وأن أغلقت قوات سوريا الديمقراطية – قسد، المعابر والطرق المؤدية إلى مناطق سيطرة الدولة السورية، مع الإبقاء على معبر اليعربية غير الشرعي مع العراق، بالتزامن مع الإقتراح الغربي في مجلس الأمن، ليضع علامات إستفهام كثيرة منها:
أولاً، يحدث الآن خروج مظاهرات شعبية غاضبة ومنددة ضد قسد والقوات الأمريكية والتركية في الجزيرة السورية جراء ممارساتهم بحق الأهالي من المدنيين وبشكل يومي، ما يعني بزوغ تشكل مقاومة شعبية في الشرق السوري.
ثانياً، هناك معلومات تتحدث عن إتفاق “روسي – تركي – إيراني” لتفكيك قسد، فإما تلتحق بالتنظيمات الإرهابية كأفراد خارجين عن القانون، وإما التفاوض مع الدولة السورية.
ثالثاً، ما يعطي بعض المصداقية للسبب الثاني، هو التحشيدات العسكرية السورية لمنطقة عين عيسى في ريف الرقة، قد يكون تحضيرات لأمر مرتقب يتعلق بهذا الخصوص.
رابعاً، أغار طيران مجهول أول أمس على مناطق سيطرة الجيش التركي بتل أبيض ومواقع أخرى بثلاث غارات، قيل إنها تعود للتحالف الدولي، ورغم عدم حدوث أي خسائر، إلا أن التحالف لا يخطئ بهذا الأمر، فلربما كانت قوات قسد هي المستهدف وليس الجيش التركي أو التنظيمات الإرهابية المسلحة كما تم الترويج له.
كل هذه العوامل دفعت بالدول الغربية إلى إيجاد بدائل تعمل على إطالة أمد الأزمة السورية، فبعد كل ما ورد أعلاه، صدر بيان للعشائر السورية بضرورة التصدي للقوات الأمريكية وقسد، وكان شديد اللهجة، هذا يقودنا إلى اجتماع القوات الروسية بهم مرتين وإعلانها عن تشكيل جيش منهم، في حينها كان خبراً عادياً، لكن اليوم أصبح بعيد النظر ويجب التوقف عنده، إذ تشكل العشائر السورية حوالي 80% من عدد سكان الشرق، فيما قسد وباقي المكونات من سريان وأكراد وآشوريين حوالي 20% فقط.
من هنا، إن التأسيس الذي بنت عليه سوريا بالتعاون مع روسيا، يبدو أنه بدأ يثمر، لكنها معركة غير سهلة، إذ أن واشنطن لن تقبل به ولن يعجبها في ضوء الهزائم المعنوية التي تصيبها، فسيكون درب المواجهة طويل، ومؤكد أن روسيا تعلم ذلك جيداً، لكن مع تعاون الأهالي داخل الشرق لن يكون صعباً، وسيكون مطلب إنهاء قسد عسكرياً مطلباً عاماً وضرورياً، إلا إن لم يتم تداوله على أنه قضاء على أقلية ويتم تدويلها وتحويلها لمجلس الأمن وهذا سيناريو يشابه ملف الكيماوي وهو متوقع على المدى البعيد.
فريق عمل “رياليست”.