القاهرة – (رياليست عربي): تعتبر علاقة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بالأقباط، أحد أهم أسس حكمه التي رسخها حتى قبل وصوله إلى السلطة في عام 2014، حيث لا تتوقف تلك العلاقة على ما حدث في 30 يونيو عام 2013 عبر الثورة الشعبية التي مهدت إلى الاطاحة بحكم جماعة الإخوان المسلمين عبر الرئيس الأسبق محمد مرسي، بوجود جميع الطوائف المسيحية في مسيرات الشارع على مستوى المحافظات ضمن المتظاهرين من كافة الفئات المجتمعية أو وجود بطريرك الاقباط البابا تواضروس الثالث في بيان 2 يوليو 2013 الذي ألقاه “السيسي” وقت أن كان وزيرا للدفاع، بعزل الرئيس الأسبق “مرسي”.
العلاقة متصاعدة بين منذ أن تواجد في “السيسي” منصب وزير الدفاع، وقدم نفسه على أنه مدافعاً عن المسيحيين وباعثاً في قلوبهم الطمأنينة من مخاوف التعرض لهم من جانب الحكم الديني “الإخوان” ورموزه في السلطة وأنصاره في الشارع.
ومن المؤكد أن هناك مشاهد على الأرض، جعلت العلاقة بين “السيسي” والمسيحيين في مصر غير أي علاقة مع أي رئيس أو حاكم سابق من جانبهم حيث يرونه في صورة “المنقذ” ولم يكن بعيدا أن يستقبلوه في قلب الكنيسة كما استقبل المسيح “عيسى” عندما دخل “القدس” بالورود والزغاريد.
ومن أبرز تلك المشاهد، والتي لم يقوم بها أي حاكم أو رئيس من قبل، هو مشاركة “الأقباط” بأعيادهم، حيث لا يفوت “السيسي” أي عيد للأقباط دون أن يتواجد معهم في قلب الكنيسة ليس فقط منذ أن أصبح رئيسا بل منذ أن كان وزيرا للدفاع، حيث يذهب في احتفال الأقباط بأعياد “الميلاد” و”القيامة” إلى الكاتدرائية وسط الاقباط ويصافحهم ويلقي كلمة تهنئة ويقدم المعايدة لبابا الأقباط.
ثم كان افتتاح العاصمة الإدارية عبر تدشين كنيسة “الميلاد” التي أصبحت الآن “الكاتدرائية” والمقر البابوي بعد أن نقلت من ضاحية “العباسية” وذلك على نفقة الدولة كما كان مع مسجد “الفتاح العليم” مما وضح فلسفة “السيسي” في التعامل مع المسيحيين، ومن المشاهد التي تشير إلى هذه العلاقة أيضا أن أي حدث يتواجد فيه “السيسي” ضمن افتتاح مشروعات على سبيل المثال أو احتفالات قومية، يكون بابا الأقباط حاضرا بجوار شيخ الأزهر.
وكان قد بدد السيسي في سنوات سابقة، مخاوف الأقباط في ظل وجود موجة من الهجرة إلى الخارج من مخاوف تهميشهم أو التعرض لهم من جانب السلطة الحاكمة قبل يونيو 2013، وهو ما وضح في قيام أنصار جماعة الإخوان بعد الاطاحة بنظام مرسي بحرق عشرات الكنائس في أماكن متفرقة داخل مصر
ويعتبر كثيرون أن المسيحيين في مصر من أهم عوامل تثبيت حكم السيسي أمام المجتمع الدولي في ظل ما بعثه من طمأنينة في عيش وحياة المسيحيين بالداخل بعد مخاوف ظلت لعقود، وهو ما وضح في تقديم نفسه على أنه رئيس حامي للأقليات في مصر بحسب المفهوم الغربي وهم “المسيحيين” الذين توقفوا عن موجات الهجرة التي كانت متبعة من جانبهم في سنوات مضت الى أوروبا وأمريكا وكندا واستراليا، و أيضا انعكاس الصورة الداخلية على عواصم الغرب حول هذا الشأن من خلال نقل مشهد الحياة المطمئنة للأقباط من خلال رموز مسيحية ضمن الجاليات المصرية في الغرب لها علاقات مباشرة أو غير مباشرة بمؤسسات صنع القرار في الغرب.