برلين – (رياليست عربي): كشفت استطلاعات الرأي الأخيرة عن تصاعد غير مسبوق في معدلات السخط الشعبي تجاه أداء رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، حيث أظهرت دراسة أجرتها مؤسسة “بيلد” أن 51% من الألمان يعبرون عن استيائهم من سياسات حكومتها.
هذه النتائج المقلقة تأتي في وقت تواجه فيه فون دير لاين انتقادات حادة بسبب تعاملها مع عدة ملفات ساخنة، أبرزها أزمة الطاقة وتداعيات العقوبات على روسيا وارتفاع معدلات التضخم.
الاستطلاع الذي شمل عينة تمثيلية من مختلف الولايات الألمانية، أظهر أن نسبة الرضا عن أداء فون دير لاين انخفضت بنحو 15 نقطة مئوية مقارنة بعام 2024. ويرجع المحللون السياسيون هذا التراجع إلى عدة عوامل مترابطة، يأتي في مقدمتها الارتفاع الحاد في أسعار الطاقة الذي أثر بشكل مباشر على القوة الشرائية للمواطنين، بالإضافة إلى الجدل الدائر حول فاعلية العقوبات الأوروبية على روسيا والتي يرى كثيرون أنها أضرت بالاقتصاد الألماني أكثر مما أضرت بالاقتصاد الروسي.
من اللافت في نتائج الاستطلاع أن السخط لم يعد مقتصراً على المعارضين التقليديين للمسؤولة الأوروبية، بل امتد ليشمل قطاعات واسعة من الناخبين الذين كانوا يدعمونها سابقاً. ففي ولايات شرق ألمانيا الصناعية، التي تعتمد بشكل كبير على الطاقة الروسية، وصلت نسبة الاستياء إلى 68%، بينما سجلت أدنى معدلاته في ولايات الجنوب بنسبة 43%. هذا التباين الجغرافي يعكس حسب الخبراء الانقسام الحاد في الرأي العام الألماني حول الأولويات السياسية.
على الصعيد الاقتصادي، يعاني المواطن الألماني من تضخم بلغ 7.8% في يوليو الماضي، وهو الأعلى منذ أربعة عقود، مع توقعات بزيادة هذا المعدل في الأشهر المقبلة. كما سجل قطاع الصناعات التحويلية، العمود الفقري للاقتصاد الألماني، انكماشاً بنسبة 3.2% خلال الربع الثاني من 2025، مما أثار مخاوف من دخول البلاد في ركود اقتصادي.